فعله ولم يلبث قبل ورود الخبر على المنصور أن أتاه العزل.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بْن أبي عثمان، عَن شيخ من بني تميم، يُقَالُ: له يحيى، قال: دخل سوار على المنصور؛ فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته؛ قال: وعليك السلام ورحمة الله ادن أبا عَبْد اللهِ، فقال: يا أمير المؤمنين أدنو على ما مضى عليه الناس أو ما أحدثوا ? قال: بل على ما مضى عليه الناس، فدنا فصافحه، ثم جلس، فقال: أبا عَبْد اللهِ قد عزمت على أن أدعو أهل البصرة بسجلاتهم، وأسرتهم فانظر فيها، فقال: يا أمير المؤمنين أناشدك الله أن تعرض لأهل البصرة، فقال: أيا سوار أباهل البصرة تهددني ? والله لهممت أن أوجه إليهم من يأخذ بأفواه سككهم وطرقهم ثم يضع فيهم السيف حتى يفنيهم، فقال: يا أمير المؤمنين ذهبت إِلَى غير ما ذهبت إليه، إنما كرهت أن تعرض للأرملة واليتيم والشيخ الفاني، والحدث الضعيف، فقال: يا أبا عَبْد اللهِ أنا للأرمل بعل، ولليتيم أب، وللشيخ أخ، وللضعيف عم، وإنما أريد أن أنظر في سجلاتهم وأسرتهم ليستخرج ما في أيدي الأغنياء مما أخذوه بقوتهم وجاههم من حقوق الضعفاء، والفقراء، فقال: وفقك الله لما يحب يا أمير المؤمنين وأرشدك لما يرضى.
أَخْبَرَنَا أَبُو خالد يزيد بْن مُحَمَّد بْن المهلب، قال: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: قدم سوار ابن عَبْد اللهِ على المنصور، فخلع عليه جبة وشى وطيلسان أربا، فقدم البصرة فقعد إِلَى مجلس القضاء ثلاثة أيام متوالية في الجبة الوشى ظاهرة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن سعد الكراني؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي النضر بْن عُمَر، قال: دخل سوار على أبي جعفر المنصور، فجلس ولم يقبل يده، وعطس أَبُو جعفر فلم يحمد الله، فلم يشمته، ثم عطس فحمد الله فشمته، ثم نهض سوار فأتبعه أَبُو جعفر بصره