فقلت مهلاً ليس ذا هكذا ... أخطأت يا سوار فهم القضا
سيان حر أمه حرة ... وقينة أمهم ملأما
أبي أَبُوهم وأَبُوهم أبي ... وخالهم أحمر عَبْد العصا
نحن لا ميز فقل بيننا ... مقالة يرضى بها ذو التقى
لا تجعلن من أمّه حرة ... وخاله أبيض رحب الفنا
كأحمر الخال قليل الجدا ... سقلالب تنميه إِذَا ما انتمى
أخوالهم صفر لهم أوجهه ... يكرهها الله وأهل السما
فَقَالَ لَهُ سوار: لم بنياه ولكن سمعته؛ انهض يا عياض، فكتاب الله قضى عليك؛ قال: والله لا أرضى بما تقول، وما في كتاب الله أن أجعل سواء وبنى الحمراء؛ قال: إياك إن تعدو ما آمرك به، فأجعل السجن لك داراً؛ قال: والله ما رأيت قاضياً أشد تعصباً منك للحمرة والشقرة؛ فَقَالَ لَهُ جهور: ويلك يا عياض لو كان ذا تعصباً لم تعط بنت نسحة شيئاً يعني أختهم؛ قال: والله لا نعطيها شيئاً ولو جهد جهداً، وما نرى ذلك لها، فَقَالَ: جهور: بلى والله أليس كذلك قلت يا أخا بني العنبر ? قال: سوار: بلى والله قاله، ثم أمر بعض إخوانه فقسم بينهم فَقَالَ: عياض:
قضيت بغير الحق سوار بيننا ... وسويت بين الزّنج والشّقر والعرب
نسيت قضاء الناس حين وليته ... وما شيت نصّاً صيّر الرأس كالذئب