قال: فبلغني أنه كان أنشد سواراً، فلم يقبل له شيئاً.
قال: وحَدَّثَنِي الحكم بْن النضر؛ قال: حَدَّثَنِي الحر بْن مالك بْن الخطاب، قال: دخلت على سوار، وهو موجع من بطنه من طعام أكله، فقلت له: عندي نبيذ بسر قد اشتد، فقال: إيتني منه بقدح، فأتيته فقال: ضعه، واخرج إِلَى الحكم، فقل له: كذا وكذا، فخرجت ثم دخلت والقدح فارغ، فقلت له: أتيتك بقدح، فبعثتني في حاجة ثم رجعت، والقدح فارغ، وليس في البيت غيرك فمن شربه ? فقال: أما أنت فلا تشهد على أنك رأيتني شربته.
وقال: قَالَ: أَبُو المنهال عيينة بْن المنهال كان سوار لا يجيز شهادة من يشرب النبيذ، وأنشد لبعضهم:
لا تشهدن على صك إِذَا حضروا ... من الشهادة إِلَّا رهط عمار
ويتركون رجالاً في مجالسهم ... ذوي أناة وأحلام وأخطار
أما النبيذ فإني لست تاركه ... ولا شهادة لي في حكم سوار
وزعم عَبْد الواحد بْن غياث، عَن عَمْرو بْن حيان؛ قال: صلينا المغرب في مسجد بلعنبر، فإذا بغل سوار، وحمار قد جاء به سوار معه؛ فقال: ادع لي معاذ بْن معاذ، فدعوته فركب الحمار، ثم انطلق معه؛ قال: فحَدَّثَنِي معاذ بعده؛ قال: انطلقنا ناحية الأزد، فأظلمنا قبل أن نبلغ حَيْثُ أراد، ثم بلغنا إِلَى باب فأشار إليه، فَقَالَ: ادن، فسل عَن فلان، فإذا خرج إليك، فقل: ههنا رجل يريدك؛ قال: فخرج الرجل فَقَالَ لَهُ: ما تقول في فلان ? قال: لا أعلم إِلَّا خيراً فإني به لعالم فانصرف سوار، ثم أتى باباً آخر، ففعل برجل مثل ذلك، ثم قَالَ لَهُ: انظر فقد اختلف علينا فيه، ففكر ثم قال: ما أعلم إِلَّا خيراً، فانصرفنا فلم نتباعد حتى رجع، فناداني يا صاحب الحمار، فالتفت فإذا الرجل؛ فقلت لسوار؛ فوقف فقال: إني فكرت فلم أعلم شيئاً إِلَّا أن له أرضاً في الصدقة، وأرضاً في الخراج،