فربما حول ممر أرضه التي في الخراج، إِلَى أرض الصدقة فَقَالَ لي: سوار: ما أشد ما طعن عليه.
وأَخْبَرَنِي عَبْد اللهِ بْن الْحَسَن، عَن النميري، عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللهِ بْن حماد الثقفي؛ قال: كان سوار يمر علينا يمشي، وهو أمير البصرة وقاضيها، وحده، عليه رداء يماني أسود، ما معه عَبْد ولا جندي، ولا أحد من الناس. وقَالَ: إبراهيم رأيت سواراً على حصير محتبياً يقضي.
وقَالَ: عَبْد اللهِ بْن سوار: اغتسل أبي غداة يوم النحر، وهو أمير قاض، ثم خرج فإذا نفر من بني تميم قد اجتمعوا ليركبوا معه فضربهم، ثم قال: لو أردت هَذَا الأمر لأمرت ابن دعلج فسار بالحربة بين يدي، فلم يركب معه إِلَّا مُحَمَّد بْن قريش، والحكم، فلما كان بأعلى سكة بني مازن غمره البول، وكان به الحصاة، فدخل دار أبي عَمْرو بْن العلاء، فبال فيها ثم مضى إِلَى المصلى، وكان يأمر بفسطاط فيضرب هنالك، ويجعل فِيْهِ قمقم من ماء، فاغتسل، وصلى بالناس وانصرف، فاشتكى وكان النحر يوم السبت. توفى يوم السبت الذي يليه لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وهو أربع سبعون، ولم يستخلف على البصرة أحداً، وصلى عليه سعيد بْن دعلج، وكان سعيد بْن أسعد الأنصاري إمام المسجد، فلم يزل يصلي بالناس حتى جاء عهد عبيد الله بْن الْحَسَن على الصلاة والقضاء.
قال: وكان أعرابي لنا من بني العنبر يكنى أبا صفية يخبرنا أن معه رئياً من الجن، ربما ظهر له، ثم فقده حيناً قال: فإني لبا الثقفي، موضع باليمامة، إِذ ظهر لي، فقال:
ما كن إِلَّا أربع وأربع ... حتى تناعاه العراق أجمع