في صدور المجالس أن تسمع بهَذَا، قَالَ: ثم سكت وسكتوا. قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ لشريك: تحدث يا أبا عبيد الله! قَالَ شريك: أهل الحديث أشد صيانة للحديث من أن يعرضوه للتكذيب.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر، قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من أهل نيسابور عَن الْحَسَنِ بْن قحطبة قال: غدوت على المهدي بغلس فدخلت عليه فسلمت فرد السلام وما قَالَ لي: اقعد، ثم قَالَ للخادم: انظر من بالباب ? قال: شريك، قال: علي بجراب السيوف، قَالَ الْحَسَن: فاشتملتني رعدة ثم قال: ائذن له فدخل شريك فسلم فلم يرد عليه السلام، ثم قال: قتلني الله إن لم أقتلك، قال: ولم ذاك يا أمير المؤمنين ? قال: رأيت في النوم أني مقبل عليك أكلمك وأنت تجيني من قفاك، فأرسلت إِلَى المعبر فقال: هَذَا رجل يطأ بساطك مخالفاً لك. فَقَالَ لَهُ شريك: إن رؤياك ليست رؤيا يوسف بْن يعقوب، وإن الدماء لا تستحل بالأحلام، قال: فنكس المهدي ساعة ثم قَالَ: بيده هكذا: أي اخرج، ثم أقبل عليَّ المهديُّ فكلمني ثم خرجت، فإذا شريك واقف فَقَالَ لي: أما رأيت ما أراد أن يصنع هَذَا بنا ? فقلت: لله درك، ما ظننت أنني أبقى حتى أرى في الدنيا مثلك.
حَدَّثَنِي أَبُو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم قال: سمعت علي بْن صالح صاحب المصلي يقول: دخل شريك على المهدي فأراد أن يعجزه فقال: يا غلام أعطني عوداً، قال: فجاء بالعود الذي يغني به، فلما رآه المهدي استحيي من شريك، ثم قال: هَذَا أخذه صاحب العسس البارحة فأحببت أن يكون كسره بحضرتك، ثم قال: يا أبا عَبْد اللهِ، ما تقول فيمن أمر بأمر فخالف إِلَى غيره، فتلف الشيء ? قال: يضمن، قَالَ: فقال: يا غلام