ومن المعروف أن عشرات الفرق من الشيعة ينازع بعضها بعضا في هذا الزعم، بل إن عبد الله بن سبأ ـ الذي وضع فكرة الوصي بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتبنتها فرق الغلاة ـ يزعم أنه هو نفسه من أتباع أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ونحدد أولا المراد بالأهل:
جاء في المعجم الوسيط تحت مادة أهل:
أهل يأهل أهلا وأهولا: تزوج، وأهل المكان أهولا: عمر بأهله، وأهل فلانة: تزوجها.
والأهل: الأقارب والعشيرة والزوجة.
وأهل الدار ونحوها: سكانها.
وفى معجم ألفاظ القرآن الكريم لمجمع اللغة العربية قال في مادة أهل: أهل: يحدد معناه بما يضاف إليه.
فأهل الرجل: زوجه، وعشيرته، وذوو قرباه.
وأهل الدار: سكانها.
وأهل الكتاب، وأهل الإنجيل، وأهل القرية، وأهل المدينة، ... إلخ: من يجمعهم الكتاب، أو الإنجيل ... إلخ.
ثم أشار إلى الآيات الكريمة التي ورد فيها كلمة أهل.
وروى الإمام البخاري بسنده عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال:
" بنى على النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بزينب بنت جحش بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعيا ... فخرج النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فانطلق إلى حجرة عائشة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك؟ بارك الله لك.. فتقرى حجر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة (١) .
(١) صحيح البخاري ـ كتاب التفسير ـ باب " لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم..".