للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يقف أمر هؤلاء القوم عند هذا الحد، بل تجرءوا على بنات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنهن جميعا وأرضاهن! أي والله بنات النبي نفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!

فقوم عبد الحسين لا يريدون أن يكون لأحد شرف مصاهرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيرعلى رضي الله تعالى عنه، ولذلك الذين اجترءوا على القرآن الكريم وقالوا بتحريفه، منهم من ذكر أن سورة الشرح أسقط الصحابة منها: وجعلنا عليا صهرك (١) .

فإذا كان علي من أهل البيت، وله شرف الزواج من إحدى بنات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عثمان من أهل البيت أيضا (٢) ، وله شرف الزواج من اثنتين ـ لا واحدة فقط من بنات النبي الطاهرات صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرقية تزوجها بعد إسلامه، وهاجر بها إلى الحبشة، ثم إلى المدينة حيث ماتت بعد بدر بثلاثة أيام. وأصغر بنات الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي أم كلثوم، كانت لابن عمها عتبة بن أبى لهب، وطلقها قبل أن يدخل بها، وكانت هي التي لا تزال بغير زواج بعد أن تزوج على أختها فاطمة الزهراء، فتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية عنده سنة ثلاث من الهجرة.

أما أكبر بنات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورضي الله عنهن جميعا ـ فهى زينب، تزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف. وهو ابن هالة بنت خويلد أخت السيدة خديجة رضي الله عنها، وهو كما نرى من نسبه يعد من أهل البيت.

هؤلاء هن بنات النبي الأربعة، والأزواج الثلاثة، فما موقف هذه الفرقة من هؤلاء السبعة، وهم جميعا من أهل البيت؟


(١) سيأتي الحديث عن موقف هذه الفرقة من القرآن الكريم في الجزء الثانى.
(٢) انظر بيان قرابته من الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في كتاب " ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه " للشيخ محب الدين الخطيب: ص ٥، ٦.

<<  <   >  >>