للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأينا من قبل عند بيان عقيدتهم في الإمامة كيف أنهم جعلوا فاطمة الزهراء وزوجها ـ رضي الله تعالى عنهما ـ فوق الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين، فيعتبر هذا عندهم من ضروريات المذهب، أي أن من لم يعتقد هذا فليس مؤمنا، وواضح أن هذا من مقالات الغلاة وعقائدهم الباطلة وذو النورين بايع الشيخين، وتولى الخلافة بعدهما، فهو في زعمهم ممن اغتصب هذا المنصب الإلهي، ولذلك فإن كتبهم ـ التي أشار إليها عبد الحسين واعتبرها مقدسة متواترة ـ تجعله من الكفار والمنافقين والعياذ بالله.

وأبو العاص ولدت له زينب ابنته أمامه التي جاء في الصحيحين أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حملها وهو يصلى. وتزوج على أمامه هذه بعد موت خالتها فاطمة. ومات أبو العاص في خلافة أبى بكر الصديق في ذى الحجة سنة اثنتى عشرة (١) .

أما أخوات الزهراء الطاهرات فماذا قالوا عنهن؟

قال أحد علمائهم: " رقية وزينب كانتا ابنتى هالة أخت خديجة، ولما مات أبوهما ربيتا في حجر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنسبتا إليه كما كانت عادة العرب في نسبة المربى إلى المربى. وهما اللتان تزوجهما عثمان بعد موت زوجيهما " (٢) . ا. هـ.

ومعلوم أن زينب بنت خير البشر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتزوجها عثمان، ولم يمت زوجها قبلها، فقد مات في خلافة أبى بكر ـ كما ذكر من قبل ـ زوجها أبو العاص. أما هي فقد ماتت في أول سنة ثمان من الهجرة. وأخرج مسلم في الصحيح بسنده عن


(١) انظر ترجمة أبى العاص في باب الكنى من الجزء الرابع من الإصابة لابن حجر، ... ص ١٢١: ١٢٣ ترجمة رقم ٦٩٢.
(٢) انظر زبدة البيان ـ حاشية ص ٥٧٥.

<<  <   >  >>