للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذ كان ذلك كذلك فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ".

وأيد ما ذهب إليه بخبر عن عكرمة.

ومع هذا نرى الطبري أحيانا يأخذ بأخبار غير صحيحة، ونرى هذا مثلا عند تفسير قوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} (١) ، ولهذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره للآية الكريمة: " ذكر ابن أبى حاتم وابن جرير ههنا آثارا. عن بعض السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحببنا أن نضرب عنها صفحا لعدم صحتها، فلا نوردها " (٢) .

وأخذ الطبري بمثل هذه الأخبار لا يمثل المنهج الذي ارتضاه لنفسه، وإنما يشير إلى الخطأ عند التطبيق.

ولقد حاول الطبري أن يلتزم بمنهجه، ومما يبين حرصه على الالتزام بالمنهج ما ذكره عند القول في تأويل قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ... } ... " ٣٥: البقرة حيث قال:

" اختلف أهل التأويل في عين الشجرة التي نهى عن أكل ثمرها آدم، فقال بعضهم: هي السنبلة. ذكر من قال ذلك " (٣) .

وذكر الطبري اثنى عشر خبرا، ثم قال:

" وقال آخرون: هي الكرمة. ذكر من قال ذلك ".

وذكر عشرة أخبار، وقال:

"


(١) ٣٧: الأحزاب.
(٢) تفسير ابن كثير ٣ / ٤٩١.
(٣) تفسير الطبري بتحقيق شاكر ١ / ٥١٦، وانظره إلى ص ٥٢١.

<<  <   >  >>