للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستمر في تفسيره للسورة الكريمة فيقول: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ} من العذاب في الرجعة.. {وَأَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} قال القمي: الكفار كانوا لا يحلفون بالله، وإنما أنزلت في قوم من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فحلفوا أنهم لا يرجعون (١) .

٢ ـ نزول الوحى على الأئمة:

والقمى ممن ذهب إلى أن الوحى لم ينقطع بانتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، لأن الإمام يقوم مقامه! فعند تفسيره لسورة القدر يقول: معنى ليلة القدر أن الله يقدر فيها الآجال والأرزاق، وكل ما يحدث من موت أو حياة، أو خصب أو جدب، أو خير أو شر، كما قال الله فيها {فِيهَا يُفرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ... } إلى سنة.

وقال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} تنزل الملائكة وروح القدس على إمام الزمان، ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور (٢) .

ونسب للإمام أبى جعفر أنه سئل: " تعرفون ليلة القدر؟ فقال: وكيف لا نعرف ليلة القدر والملائكة يطوفون بنا فيها " (٣) .

٣ ـ


(١) ١ / ٣٨٥.
(٢) انظر ٢ / ٤٣١. والآية الكريمة التي استدل بها هي الرابعة من سورة الدخان. ونصها {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} وليس فيها " إلى سنة " كما ذكرها.
(٣) ٢ / ٤٣٢.

<<  <   >  >>