وقال المنكرون: الأمر الذى ادعيتموه منكر شنيع ينكره عقل كل عاقل، ويدفعه التعارف والعادة مع ما فيه من كثرة الروايات الصحيحة عن الأئمة الصادقين، أن الحبل لا يكون أكثر من تسعة أشهر، وقد مضى للحبل الذى ادعيتموه سنون، وأنكم على قولكم بلا صحة ولا بينة.
وقالت الفرقة التاسعة: إن الحسن بن على قد صحت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطؤ الأخبار التي لايجوز تكذيب مثلها، وكثرة المشاهدين لموته وتواتر ذلك عن الولى له والعدو، وهذا ما لا يجب الارتياب فيه، وصح بمثل هذه الأسباب أنه لا خلف له فلما صح عندنا الوجهان ثبت أنه لا إمام بعد الحسن ابن على، وأن الإمامة انقطعت وذلك جائز في المعقول والقياس والتعارف، كما جاز أن تنقطع النبوة بعد محمد، فلا يكون بعد محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله نبى، فكذلك جاز أن تنقطع الإمامة لأن الرسالة والنبوة أعظم خطراً وأجل والخلق إليها أحوج، والحجة بها ألزم، والعذر بها أقطع، لأن معها البراهين الظاهرة والأعلام الباهرة، ومع ذلك فقد انقطعت، فكذلك يجوز أن تنقطع الإمامة. واعتلوا في ذلك بخبر يروى عن الصادق أن الأرض لا تخلو من حجة، إلا أن يغضب الله على أهل الأرض بمعاصيهم، فيرفع عنهم الحجة إلى وقت، فهذا عندنا ذلك الوقت، والله يفعل ما يشاء، وليس في قولنا هذا بطلان الإمامة.
وهذا أيضاً جائز من وجه آخر كما جاز أن لا يكون قبل النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله فيما بينه وبين عيسى رضي الله عنه نبى، ولا وصى، ولما رويناه من الأخبار أنه كانت بين الأنبياء فترات، ورووا ثلاثمئة سنة وروى مائتا سنة، ليس فيها نبى ولا وصى، وقد قال الصادق رضي الله عنه: إن الفترة هي الزمان الذى لا يكون فيه رسول ولا إمام، والأرض اليوم بلا حجة، إلا أن يشاء اللع فيبعث القائم من آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله، فيحيى الأرض بعد موتها، كما بعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله على حين فترة من الرسل، فجدد ما درس من دين عيسى ودين الأنبياء قبله صلى الله عليهم، فكذلك يبعث القائم إذا شاء عز وجل والحجة علينا إلى أن يبعث القائم - وظهوره: الأمر والنهى المتقدمان والعلم الذى في أيدينا