كل يوم دخلة، وكل ليلة دخلة، فيخلينى فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيرى (١) .
وتنظر مثلا فى باب النوادر من كتاب التوحيد (ص ١٤٣-١٤٦) تجد ... ما يأتى: عن الحارث بن المغيرة النصرى قال: سئل أبو عبد الله عن قول الله تبارك وتعالى] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ (٨٨: القصص) فقال: ما يقولون فيه؟ قلت يقولون يهلك كل شىء إلا وجه الله، فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولاً عظيماً، إنما عنى بذلك وجه الله الذى يؤتى منه.
وعن أبى جعفر:" نحن المثانى الذى أعطاه الله نبينا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونحن وجه الله نتقلب فى الأرض بين أظهركم، ونحن عين الله فى خلقه، ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا، وجهلنا من جهلنا وإمامة المتقين ".
وعن أبى عبد الله فى قول الله عز وجل:] وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ ... بِهَا [ (١٨٠: الأعراف) قال: نحن والله الأسماء الحسنى التى لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا.
وعنه: إن الله خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه فى عباده، ولسانه الناطق فى خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة ... والرحمة، ووجهه الذى يؤتى منه وبابه الذى يدل عليه وخزانه فى سمائه
(١) ص ٦٢: ٦٤، وفى الحاشية (ص٦٣) " أى أئمة الضلال بسبب وضع الأخبار أعطوا هؤلاء المنافقين الولايات، وسلطوهم على الناس " فالكلينى هنا يريد بافترائه اتهام الخلفاء الراشدين الثلاثة بأنهم أئمة ضلال والذين تولوا الإمارة فى عهدهم من الصحابة الكرام، كانوا منافقين، وصلوا إلى الإمارة بتعمد الكذب على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فشجعهم الخلفاء على هذا الكذب بجعلهم عمالا لهم. وأراد الكلينى إيجاد سند يؤيد غلاة الجعفرية الذين انفصلوا عن الأمة الإسلامية بإسناد الرواية للإمام على كرم الله وجهه وبرأه مما قال زنادقة الرافضة.