للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحكماً ومتشابهاً ووهماً، وقد كذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عهده حتى قام خطيباً فقال: أيها الناس قد كثرت على الكذابة، كمن كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده، وإنما آتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس: ... رجل منافق يظهر الإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثر ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متعمداً، فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورآه وسمع منه وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره، ووصفهم بما وصفهم، فقال عز وجل:] وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ ... لِقَوْلِهِمْ [ (٤: المنافقون) ، ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس، وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله، فهذا أحد الأربعة.

ورجل سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا لم يحمله على وجهه ووهم فيه ولم يتعمد كذباً.

ورجل ثالث سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا أمر به، ثم نهى عنه، وهو لا يعلم - أو سمعه ينهى عن شئ، ثم أمر به وهو لا يعلم، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ.

وآخر رابع لم يكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم ينسه، بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع، لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ.. وقد كنت أدخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

<<  <   >  >>