وفيه الخصوص: وقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} . فالتقوى وخلافها لا تكون إلا للبالغين غير المغلوبين على عقولهم.
وقال:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} . وقد أحاط العلم أن كل الناس فى زمان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكونوا يدعون من دونه شيئاً، لأن فيهم المؤمن. ومخرج الكلام عاماً فإنما أريد من كان هكذا.
وقال:{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعدُونَ فِي السَّبْتِ} دل على أن العادين فيه أهلها دونها.
وذكرت له أشياء مما كتبت فى (كتابى)(١) .
فقال: هو كما قلت كله. ولكن بين لى العام الذى لا يوجد فى كتاب الله أنه أريد به خاص؟
قلت فرض الله الصلاة. ألست تجدها على الناس عاماً؟
قال: بلى.
قلت: وتجد الحيض مخرجات منه؟
قال: نعم.
وقلت: وتجد الزكاة على الأموال عامة، وتجد بعض الأموال مخرجاً منها؟
قال: بلى.
(١) مراد الإمام الشافعى بكتابه: الرسالة. قال فى ص ٦٢: " فابتدأ جل ثناؤه ذكر الأمر بمسألتهم عن القرية الحاضرة البحر، فلما قال: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} الآية ـ: دل ذلك على أنه إنما أراد أهل القرية، لأن القرية لا تكون عادية ولا فاسقة بالعدوان فى السبت ولا غيره، وأنه إنما أراد بالعدوان أهل القرية الذين بلاهم بما كانوا يفسقون ".