وحديث بسط الرداء ذكره البخارى فى كتاب المناقب من صحيحه، فى باب ملحق بباب علامات النبوة، ولفظ الحديث الشريف:" قلت: يا رسول الله، إنى سمعت منك حديثاً كثيراً فأنساه. قال: فأبسط رداءك، فبسطته، فغرف بيده فيه، ثم قال: ضمه، فضممته، فما نسيت حديثاً بعد ".
وذكره الحميدى فى مسنده (٢ / ٤٨٣) ، وزاد:" وقام آخر فبسط رداءه، فقال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سبقك بها الغلام الدوسى ".
روى الشيخان وغيرهما عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال:" إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مثل حديث أبى هريرة؟ وإن إخوتى من المهاجرين كان يشغلهم الصفق فى الأسواق، وكنت ألزم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ملء بطنى، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا. وكان يشغل إخوتى من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكيناً من مساكين الصفة أعى حين ينسون؛ وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حديث يحدثه: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضى مقالتى هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول، فبسطت نمرة على، حتى إذا قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقالته جمعتها إلى صدرى، فما نسيت من مقالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك من شئ ". وفى رواية " فما نسيت شيئاً سمعته بعد ".
ويعقب الحافظ ابن حجر على هذا الخبر فيقول:" وهو من علامات النبوة، فإن أبا هريرة كان أحفظ من كل من يروى الحديث فى عصره، ولم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه ".
وفى موضع آخر يقول:" والحديث المذكور من علامات النبوة، فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبوية فى عصره ". (