فالحاكم يذكر الخبر كاملاً فى المستدرك (٣ / ٥١٠ ـ ٥١١) ، ويقول: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
والذهبى فى تلخيص المستدرك يكتفى بشهادة ابن عمر، ويعقب بقوله: ... " صحيح " وفى سير أعلام النبلاء، يذكر الخبر بتمامه، ويقول: رواته ثقات ... (٢ / ٦١٧) . وفى موضع آخر (٢ / ٦٢٩) يذكر الشهادة وحدها. ويضيف ابن حجر شهادة أخرى، وهى قول ابن عمر:" أبو هريرة خير منى وأعلم بما يحدث ". (الإصابة ٤ / ٢٠٨، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٢٦٧) . وذكر أيضاً أن ابن عمر قال:" أكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئاً مما يقول؟ قال: لا، ولكنه اجترأ وجبنا. فبلغ ذلك أبا هريرة فقال: ما ذنبى إن كنت حفظت ونسوا ". (انظر الإصابة ٤ / ٢٠٩) .
حفظ ونسوا
ومراجعة بعض الصحابة الكرام لأبى هريرة يرجع فى الغالب الأعم إلى حفظ أبى هريرة ونسيان غيره؛ فحفظه من معجزات النبوة كما رأينا، ويرجع إلى أنه سمع ما لم يسمعوه.
روى الحاكم بسنده عن محمد بن عمرو بن حزم: أنه قعد فى مجلس فيه أبو هريرة، يحدثهم عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ينكره بعضهم، ويعرفه البعض، حتى فعل ذلك مراراً، فعرفت يومئذ أن أبا هريرة أحفظ الناس عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يعقب الذهبى على هذا الخبر. (انظر المستدرك ٣ / ٥١١) .
ولكن الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٢ / ٦١٧) ذكر الخبر وقال: رواه البخارى فى تاريخه، وهو عن محمد بن عمارة بن حزم الأنصارى، وفيه: " أنه قعد فى مجلس فيه أبو هريرة، وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بضعة عشر رجلاً، فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديث، فلا يعرفه بعضهم، ثم يتراجعون فيه، فيعرفه بعضهم، ثم يحدثهم بالحديث، فلا