وهذه الروايات التي زادت على خمسة آلاف إنما هي بالمكرر، وذكر الدكتور الأعظمى في كتابه: أبو هريرة في ضوء مروياته (ص٧٦) بأن أحاديثه في المسند والكتب الستة هي ١٣٣٦ حديثاً فقط، وذلك بعد حذف الأسانيد المتكررة.
وهذا القدر يستطيع طالب عادى أن يحفظه في أقل من عام، فما بالك بمن كان حفظه من معجزات النبوة.
والفرق بينهما أن الطالب يبذل مجهوداً ليحفظ، ثم من طبيعته النسيان، أما الإعجاز فظهر في الحفظ بالسماع وعدم النسيان.
من شهادات الأئمة
أحب أن أختم هذه الكلمة الموجزة بذكر شئ من أقوال بعض الأئمة والحفاظ:
قال الإمام الشافعى فى الرسالة (ص ٢٨١) : " أبو هريرة أحفظ من روى الحديث فى دهره ".
وقال الحاكم فى مستدركه (٣ / ٥١٢) : " قد تحريت الابتداء من فضائل أبى هريرة رضى الله عنه؛ لحفظه لحديث المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهادة الصحابة والتابعين له بذلك، فإن كل من طلب حفظ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرنا هذا فإنهم من أتباعه وشيعته، إن هو أولهم، وأحقهم باسم الحفظ ".
ثم قال: وفى الصفحة التالية ذكر اسماء الصحابة الذين رووا عنه، وعددهم ثمانية وعشرون، منهم: زيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصارى، وأبى بن كعب، وغيرهم من أكابر الصحابة رضى الله عنهم.
وقال بعد ذكرهم
" فأما التابعون فليس فيهم أجل ولا أشهر وأشرف وأعلم من أصحاب أبى هريرة، وذكرهم فى هذا الموضع يطول لكثرتهم، والله يعصمنا من مخالفة رسول رب العالمين، والصحابة المنتخبين، وأئمة الدين من التابعين ومن بعدهم من أئمة