للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ " (١)

وقال ابن أبى حاتم:

حدثنا أحمد بن منصور الرمادى، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: كنت عند ابن عباس فجاء رجل فقال له: إن ناساً يأتونا يخبرونا أن عندكم شيئاً لم يبده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للناس، فقال ابن عباس: ألم تعلم أن الله تعالى قال: -

" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ " والله ما ورثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سوداء في بيضاء وهذا إسناد جيد. وهكذا في صحيح البخاري من رواية أبى جحيفة وهب بن عبد الله السوائى قال: قلت لعلى بن أبى طالب رضي الله عنه: هل عندكم شئ من الوحي مما ليس في القرآن؟ فقال: لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل (٢) ، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر.

وقال البخاري:

قال الزهرى: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع، وقد كان هناك من أصحابه نحو أربعين ألفاً، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في خطبته يومئذ: " أيها الناس إنكم مسئولون عنى فما أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول: " اللهم هل بلغت ". قال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير حدثنا فضيل يعنى ابن غزوان،


(١) المائدة الآية- ٦٧.
(٢) أي الدية.

<<  <   >  >>