(٢) قال الموسوى - أحد علماء الشيعة - تعقيبا على ذلك: " بل أسلم قبل نزول المائدة، بدليل حضوره حجة الوداع مع رسول الله، وقد أمره - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومئذ - كما في ترجمته من الإصابة نقلا عن الصحيحين - أن يستنصت الناس، فإسلامه لابد أن يكون قبل تلك الحجة، ونزول المائدة لم يكن قبلها يقينا " (ص ١٤٤ المسح على الأرجل أو غسلها) .
ولو سلمنا بذلك في بعض آيات من سورة المائدة، فلا نسلم بأن جميعها نزل بعد حجة الوداع أو إبانها، فمن الثابت أن بعضها نزل قبل ذلك يقينا، وجرير - وهو الثقة الذي روى عن الرسول الكريم - هو نفسه الذي قال بأن إسلامه لم يكن قبل آية الوضوء. (انظر صحيح ابن خزيمة ١ / ٩٢ جماع أبواب المسح على الخفين وفيه المسح بعد نزول سورة المائدة، ... وراجع ما جاء في سورة المائدة في كتاب التفسير في صحيح البخاري، والاختلاف في آخر ما نزل في البرهان للزركشى ١/٢٠٩-٢١٠، وراجع كذلك تعليق الشيخ شاكر على هذا الحديث في: سنن الترمذى جـ ١: حاشية ص ١٥٥-١٥٦، وانظر صحيح البخاري - كتاب الوضوء: باب المسح على الخفين، وشرح أحاديث الباب في فتح الباري ١ / ٣٠٥: ٣٠٩، وباب من ادخل رجليه وهما طاهرتان، وصحيح مسلم: كتاب الطهارة: باب المسح على الخفين، وشرح النووي ١/٥٥٦) .