للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسامة بن زيد.

وهكذا رواه أيضًا في علامات النبوة عن عباس بن الوليد النرسي، ومسلم في فضائل أم سلمة، عن عبد الأعلي بن حماد ومحمد بن عبد الأعلى كلهم عن معتمر بن سليمان به (١٥).

والغرض من إيراد هذا الحديث هاهنا أن السفير بين اللَّه وبين محمد جبريل وهو ملك كريم ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ (١٦)، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ (١٧) الآيات. فمدح الرب عبديه ورسوليه جبريل ومحمدًا وسنستقصي الكلام على تفسير هذا الكتاب في موضعه إذا وصلنا إليه إن شاء الله تعالى وبه الثقة.

وفي الحديث فضيلة عطمة لأم سلمة، -كما بينه مسلم لرؤيتها لهذا الملك العظيم، وفضيلة أيضًا لدحية بن خليفة الكلبي، وذلك أن جبريل، ، كان كثيرًا ما يأتي رسول اللَّه على صورة دحية وكان جميل الصورة، ، وكان من قبيلة أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كلهم ينسبون إلى كلب بن وبرة وهم قبيلة من قضاعة، وقضاعة قيل: إنهم من عدنان، وقيل: من قحطان، وقيل: بطن مستقل بنفسه، واللَّه أعلم.

الحديث الثالث: حدثنا عبد اللَّه بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا سعيد المقبري، عن أبييه، عن أبي هرهة، ، قال: قال النبي : "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيًا أوحاه اللَّه إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" (١٨).

ورواه أيضًا في كتاب "الاعتصام" عن عبد العزيز بن عبد اللَّه، ومسلم والنسائي عن قتيبة جميعًا، عن الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه -واسمه كيسان المقبري- به.

وفي هذا الحديث فضيلة عظيمة للقرآن المجيد على كل معجزة أعطيها نبي من الأنبياء، وعلى


(١٥) - صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزل الوحي برقم (٤٩٨٠)، وفي المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام (٣٦٣٤)، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة برقم ١٠٠ - (٢٤٥١).
(١٦) -[الشعراء: ١٩٤، ١٩٣].
(١٧) -[التكوير: ١٩ - ٢٢].
(١٨) - صحيح البخاري، كتاب فصائل القرآن، باب: كيف نزل الوحي وأول ما نزل برقم (٤٩٨١)، وفي الاعتصام، باب: قول النبي، : "بعثت بجوامع الكلم" (٧٢٧٤). ورواه مسلم في الإيمان برقم ٢٣٩ - (١٥٢)، والنسائي في التفسير من الكبرى (١١١٢٩).