للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمار بن محمد الثوري أو غيره، عن أبي إسحاق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي قال: "إن هذا القرآن مأدبة اللَّه تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل اللَّه، ﷿، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عِصْمَة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَقُ عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن اللَّه يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر".

وهذا غريب من هذا الوجه، وقد رواه محمد بن فضيل، عن أبي إسحاق الهجري، واسمه إبراهيم بن مسلم، وهو أحد التابعين، ولكن تكلموا فيه كثيرًا.

وقال أبو حاتم الرازي: لين ليس بالقوي. وقال أبو الفتح الأزدي: رفَّاع كثير الوهم. قلت: فيحتمل -واللَّه أعلم- أن يكون وهم في رفع هذا الحديث، إنما هو من كلام ابن مسعود، ولكن له شاهد من وجه آخر، والله أعلم.

وقال أبو عبيد أيضًا: حدثنا حجاج، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد اللَّه بن مسعود قال: لا يسأل عبد عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله (٢٩).

الحديث الرابع: قال البخاري: حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أن اللَّه تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله بعد.

وهكذا رواه مسلم، عن عمرو بن محمد هذا -وهو الناقد- وحسن الحلواني وعبد بن حميد، والنسائي، عن إسحاق بن منصور الكوسج، أربعتهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد


= والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٤٨٢ - ٤٨٣)، وابن الضريس في الفضائل مختصرًا (٥٨)، وابن حبان في المجروحين (١/ ١٠٠)، وابن نصر في قيام الليل (٧٠)، والبيهقي في الشعب (١٧٨٦)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٢٧٨)، والخطيب في الجامع (١/ ١٠٧)، وابن الجوزي في الواهيات (١/ ١٠١)، وقال ابن الجوزي: لا يصح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وردَّه الذهبي بضعف الهجري. وقد ورد موقوفًا على ابن مسعود؛ رواه الدارمي (٢/ ٣٠٨ - ٣١٠)، وعبد الرزاق (٣/ ٦٠١٧)، والطبراني (٩/ ٨٦٤٦).
(٢٩) - فضائل القرآن (ص ٥١ - ٥٢)، ورواه الطبراني في الكبير (٩/ ٨٦٥٧) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق بسنده سواء ولفظه: "من أحب أن يعلم أنه يحب الله ورسوله فلينظر فإن كان يحب القرآن فهو يحب اللَّه ورسوله ". وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٦٥) وقال: رواه الطبراني (٨٦٥٧) ورجاله ثقات.