للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله : "قد حذركم الله فإذا رأيتموهم فاعرفوهم".

ورواه ابن مردويه من طريق أخرى، عن القاسم، عن عائشة، به.

وقال الإِمام أحمد (١٤): حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، عن أبي غالب، قال: سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ قال: "هم الخوارج" وفي قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ قال: "هم الخوارج".

وقد رواه ابن مردويه من غير وجه، عن أبي غالب، عن أبي أمامة مرفوعًا، فذكره.

وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفًا من كلام الصحابي، ومعناه صحيح؛ فإن أوّل بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم النبي ، غنائم حنين، فكأنَّهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة، ففاجئوه بهذه المقالة، فقال قائلهم- وهو ذو الخويصرة، بقر الله خاصرته،: اعدل، فإنك لم تعدل. فقال له [١] رسول الله : "لقد خبْتُ وخَسِرتُ إن لم أكن أعدل، أيأمنني [٢] على أهل الأرض، ولا تأمنوني [٣] ". فلما قفَّى (١٥) الرجل؛ استأذن عمر بن الخطاب -في [٤] رواية: خالد بن الوليد-[رسول الله] في قتله فقال: "دعه، فإنه يخرج من ضئضيء هذا، أي: -من جنسه- قومٌ يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءته، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (١٦)، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم" (١٧).


(١٤) - حسن، رواه أحمد في مسنده (٥/ ٢٦٢). ورواه البيهقي (٨/ ١٨٨) من طريق حماد بن زيد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة. وأخرجه الطبراني (٨/ ٣٢٥) رقم (٤٨٤٦). من طريق حميد بن مهران، عن أبي غالب.
(١٥) - معنى قفَّى: ذهب موليًّا، وكأنه من القفا، أي: أعطاه ظهره وقفاه.
(١٦) - أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه، كما يخرق السهم الشيء المرميَّ به، ويخرج منه.
(١٧) - أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، حديث (٣٦١٠)، وطرفه (٦١٦٣). ومسلم في صحيحه، كتاب: الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، حديث (١٠٦٣/ ١٤٨). وابن حبان في صحيحه (١٥/ ١٤٠ - الإحسان) رقم (٦٧٤١). والبيهقي في "دلائل النبوة" (٦/ ٤٢٧ - ٤٢٨)، كلهم من طريق أبي سعيد الخدري فذكره.