للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب، ، وقتلهم [١] بالنهروان، ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل، وآراء وأهواء، ومقالات ونحل كثيرة منتشرة، ثم نبعت القدرية، ثم المعتزلة، ثم الجهمية، وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق، ، في قوله: "وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة". قالوا: من [٢] هم يا رسول الله؟ قال: " [من كان على] [٣] ما أنا عليه وأصحابي". أخرجه الحاكم في مستدركه (١٨) بهذه الزيادة.

وقال الحافظ أبو يعلى (١٩): حدثنا أبو موسى، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا المعتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله، أنه بلغه عن حذيفة أو سمعه منه يحدِّث عن رسول الله، ، أنه ذكر: "إن في أمتي قومًا يقرءون القرآن ينثرونه نثر الدقل، يتأولونه على غير تأويله" لم يخرجوه.

وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إلا اللَّهُ﴾ اختلف القراء في الوقف هاهنا، فقيل: على الجلالة، كما تقدم عن ابن عباس، ، أنه قال: التفسير على أربعة أنحاء: فتفسير لا يعذر أحد في فهمه، وتفسير تعرفه العرب من لغاتها، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم، وتفسير لا يعلمه إلا الله، ﷿، ويروى هذا القول عن عائشة، وعروة، وأبي الشعثاء، وأبي نهيك، وغيرهم.

وقد قال الحافظ أبو القاسم في المعجم الكبير (٢٠): حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم [٤] بن زرعة [٥]، عن شريح [٦] بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، أنه سمع رسول الله، يقول: "لا أخاف على أمّتي إلا ثلاث خلال: أنْ يكثر لهم المال فيتحاسدوا فيقتتلوا، وأنْ يفتح لهم الكتاب فيأخذه [٧] المؤمن


(١٨) - الحاكم (١/ ١٢٨)، وسيأتي تخريجه في سورة يونس آية (٩٣)، حديث (٩٧).
(١٩) - ذكره السيوطي في الدر النثور (٢/ ٩) ولم يعزه لغير أبي يعلى، وهو في المطالب العالية (٨/ ٣٨٨٤) وقال البوصيري في الإتحاف: إسناد رجاله ثقات.
(٢٠) - المعجم الكبير (٣/ ٣٣٢) رقم (٣٤٤٢)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٣٢ - ١٣٣)، وقال: فيه محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، ولم يسمع من أبيه.