للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد (٢٧): حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمع رسول الله، ، قومًا يتدارءون فقال: "إنما هلك من كان [١] قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل [٢] كتاب الله يصدق بعضه بعضًا، فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا به [٣] وما جهلتم فكلوه إلى عالمه".

وتقدّم رواية ابن مردويه لهذا [٤] الحديث، من طريق هشام بن عمار، عن ابن أبي حازم [٥]، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، به.

وقد قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده (٢٨): حدثنا زهير بن حرب، حدثنا أنس [٦] بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر -قالها [٧] ثلاثًا- ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه ". وهذا إسنادصحيح، ولكن فيه علة بسبب قول الراوي: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة.

وقال ابن المنذر في تفسيره: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا ابن وهب، أخبرني نافع بن يزيد قال: يقال: الراسخون في العلم المتواضعون لله، المتذللون [٨] لله في مرضاته، لا يتعاظمون [٩] من فوقهم، ولا يحقرون من دونهم، [ولهذا قال تعالى: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ أي إنما يعقل ويفهم ويتدبر المعاني على وجهها أولو العقول السليمة والفهوم المستقيمة] [١٠]. ثم قال تعالى مخبرًا عنهم أنهم دعوا ربهم قائلين: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيتَنَا﴾ أي: لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه، ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ، الذين يتبعون ما تشابه من القرآن، ولكن ثبتنا على صراطك


(٢٧) - رواه أحمد في مسنده (١٢/ ١٨٥) حديث ٦٧١٤، ورواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص ٧٨). وأورده السيوطي في الدر المنثور، ولم يعزه لغير أحمد.
(٢٨) - رواه أبو يعلى في مسنده برقم (٦٠١٦). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٥١) وقال: رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه. ولم ينسبه لأبي يعلى.