للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زيادةِ ذكرِ هذه الآية الكريمة.

وقد رواه [١] أبو داود، والنسائي، وابن مردويه، من حديث أبي عبد الرحمن المقري، زاد النسائي وابن حبان: وعبد الله بن وهب -كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب، حدثني عبد الله بن الوليد التجيبي، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة (٣٤)، ، أن رسول الله، ، كان إذا استيقظ من الليل قال: "اللَّهم [٢] لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمة، اللَّهم زدني علمًا، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب" لفظ ابن مردويه.

وقال عبد الرزاق (٣٥)، عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عبادة بن نسي، أنه أخبره أنه سمع قيس بن الحارث يقول: أخبرني أبو عبد الله الصنابحي، أنه صلى وراء أبي بكر الصديق، ، المغرب، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن، وسورتين من قصار المفصل، وقرأ في الركعة الثالثة قال: فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه، فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيتَنَا﴾ الآية.

قال أبو عبيد: وأخبرني عبادة بن نُسي، أنه كان عند عمر بن عبد العزيز في خلافته، فقال عمر لقيس: كيف أخبرتني عن أبي عبد الله؟ قال عمر: فما تركناها منذ سمعناها منه، وإن كنت قبل ذلك لعلى غير ذلك. فقال لي رجل: على أي شيء كان أمير المؤمنين قبل ذلك؟ قال: كنت أقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾.

وقد روى هذا الأثر الوليد بن مسلم، عن مالك والأوزاعي، كلاهما عن أبي عبيد به.

[وروى هذا الأثر] [٣] الوليد أيضًا، عن ابن جابر، عن يحيى بن يحيى الغساني، عن محمود بن لبيد، عن [٤] الصنابحي أنه صلى خلف أبي بكر، ، المغرب فقرأ


(٣٤) - أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب: ما يقال عند النوم، حديث (٥٠٦١)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص ٤٩٥) رقم (٨٦٥)، وابن حبان في "صحيحه" (١٢/ ٣٤١ - الإحسان) برقم (٥٥٣١)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٥٤٠) وصححه، ووافقه الذهبي.
(٣٥) - رواه عبد الرزاق في مصنفه (٢/ ١٠٩ - ١١٠) رقم (٢٦٩٨)، (٢٦٩٩). وأخرجه مالك في "الموطأ" كتاب: الصلاة، باب: القراءة في المغرب والعشاء، حديث رقم (٢٥)، والشافعي في مسنده حديث (٢٣٣)، والبيهقي في سننه (٢/ ٦٤، ٣٩١). وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات من رجال التهذيب.