للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (١٥)

يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ، من النساء والبنين فبدأ بالنساء؛ لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح (٤٢) أنَّه [ قال]: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء". فأما إذا كان القصد بهنّ الإِعفاف وكثرة الأولاد، فهذا مطوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، و"إن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء" (٤٣) وقوله : "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته، [وإن أمرها أطاعته] [١] وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (٤٤). وقوله في الحديث الآخر "حب إليَّ [الطيب


(٤٢) - أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب: ما يتقى من شؤم المرأة، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ﴾ حديث (٥٠٩٦). ومسلم في صحيحه، كتاب: الرقاق، حديث ٩٦ - (٢٧٤٠) كلاهما من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد فذكره.
(٤٣) - أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب: كثرة النساء، حديث (٥٠٦٩) موقوفًا على ابن عبَّاس .
(٤٤) - أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الرضاع، حديث ٦٤ - (١٤٦٧)، والنَّسائي في سننه (٦/ ٦٩) كتاب النكاح، باب: المرأة الصالحة، وابن ماجة في السنن، كتاب النكاح، باب: أفضل النساء حديث (١٨٥٥)، وأحمد (٢/ ١٧٨) من حديث عبد الله بن عمرو: أن رسول الله قال: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" وفي رواية "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة".
وأخرجه النَّسائي في "سننه" (٦/ ٦٨)، كتاب النكاح، باب: أي النساء خير، والبيهقي في السنن (٧/ ٨٢) من حديث أبي هريرة قال: قيل لرسول الله : أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره".
وأخرجه ابن ماجة في "سننه" كتاب النكاح، باب: أفضل النساء، حديث (١٨٥٧) من حديث أبي أمامة عن النبي أنه كان يقول: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه خيرًا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إلها سرته، وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله".