من طول هذا فتزيده في قصر هذا، فيعتدلان، ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان ثم يعتدلان، وهكذا في فصول السنة ربيعًا، وصيفًا، وخريفًا، وشتاء. وقوله تعالى: ﴿وَتُخْرِجُ [١] الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ [٢] الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ أي: تخرج [٣][الزرع من الحبة، والحبة من الزرع]، والنخلة من النواة، والنواة من النخلة، والمؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، والدجاجة من البيضة، والبيضة من الدجاجة، وما جرى هذا المجرى من جميع الأشياء ﴿وَتَرْزُقُ [٤] مَنْ تَشَاءُ [٥] بِغَيرِ حِسَابٍ﴾ أي: تعطي من شئت [٦] من المال ما لا يعده ولا يقدر على إحصائه، وتقتر على آخرين، لما لك في ذلك من الحكمة والإِرادة، والمشيئة، والعدل.
قال الطبراني (٨١): حدَّثنا محمد بن زكريا الغلابي [٧]، حدثنا جعفر بن جسر [٨] ابن فرقد حدثنا أبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس ﵄ عن النبي ﷺ قال: "اسم [٩] الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ﴾.
(٨١) - أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ ١٧١ - ١٧٢) وفيه: محمد بن زكريا الغلابي وهو ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات": وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة، وقال ابن منده: تكلم فيه، وقال الدارقطني: يضع الحديث. انظر "ميزان الاعتدال" (٤/ ٤٧٠) رقم (٧٥٣٧)، و "لسان الميزان" (٥/ ١٧٣) رقم (٧٤١٩). وفي إسناده كذلك جعفر بن جسر بن فرقد. قال العقيلي في "الضعفاء" (١/ ١٨٧): بصري، وحفظه فيه اضطراب شديد، كان يذهب إلى القدر وحدث بمناكير. قال ابن عدي: ولجعفر مناكير سوى ما ذكرت، ولعل ذلك من قِبل أبيه؛ فإنه مضعف. وقال الساجي: حدث بمناكير، وكان يذهب إلى القدر، "لسان الميزان" (٢/ ١٤٠ - ١٤١) رقم (١٩٩١) وانظر "ميزان الاعتدال" (١/ ٤٠٣) رقم (١٤٩٣). وأما أبيه: جسر بن فرقد فهو ضعيف أيضًا، قال البخاري: ليس بذاك عندهم، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن حبان: ضعيف، وقال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا وليس بالقوي، انظر "الضعفاء والمتروكين" (١/ ١٦٩)، و "الجرح والتعديل" (٢/ ٥٣٨)، و "ميزان الاعتدال" (١/ ٣٩٨) رقم (١٤٨١)، و "لسان الميزان" (٢/ ١٣٢ - ١٣٣) رقم (١٩٦٥).