أبي حسين، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون [][١]، قال: قام فينا معاذ بن جبل فقال: يا بني أود أني رسول رسول الله إليكم، تعلمون أن المعاد إما [٢] إلى الجنة أو إلى النار.
يخبر ﵎ عباده أنه يعلم السرائر والضمائر والظواهر، وأنه لا يخفى عليه منهم خافية، بل علمه محيط بهم في سائر الأحوال [والأزمان والأيام][٣] واللحظات وجميع الأوقات، وبجميع ما في الأرض والسموات لا يغيب عنه مثقال ذرّة ولا أصغر من ذلك في جميع أقطار الأرض، والبحار، والجبال وهو ﴿وَاللَّهُ [٤] عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ﴾ أي: وقدرته نافذة في جميع ذلك [٥]، وهذا تنبيه منه [٦] لعباده على خوفه، وخشيته لئلا [٧] ورتكبوا ما نهى عنه وما يبغضه منهم، فإنه عالم بجميع أمورهم، وهو قادر على معاجلتهم بالعقوبة، وإن أنظر من أنظر منهم فإنه يمهل ثم يأخذ أخذ عزنر مقتدر، ولهذا قال بعد هذا: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَينَهَا وَبَينَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ الآية. يعني: يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير وشر،
= ابن مهران، والصواب عمرو بن ميمون الأودي، فقد قال الحافظ في "التهذيب" (٨/ ٩٦ - ٩٧): عمرو بن ميمون الأودي معروف بالرواية عن معاذ، وبرواية عبد الرحمن بن سابط عنه. وفي "التقريب" (ص ٤٢٧) رقم (٥١٢٢) في ترجمة عمرو بن ميمون الأودي: مخضرم مشهور، ثقة عابد، نزل الكوفة، مات سنة أربع وسبعين، وانظر "فتح الباري" (٨/ ٦٥). وأما عمرو بن ميمون بن مهران فهو جزري من السادسة، مات سنة سبع وأربعين ومائه، ولم يدرك معاذًا، "التهذيب" (٨/ ٩٥، ٩٦)، وكون عمرو بن ميمون أوديًّا يتناسب مع متن الحديث وهو قوله: قام فينا معاذ، فقال: يا بني أود، فالخطاب موجه إلى بني أود، والضمير (نا) في قوله: فينا يعود إلى بني أود، فهو منهم، كما صرح أبو داود في سننه بأنه عمرو بن ميمون الأودي حديث (٤٣٢). والحديث حسن إسناده المنذري في مختصر سنن أبي داود.