للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موسى، عن عبد الأعلي بن أعين [١] عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله : "وهل الدين إلا الحب [والبغض] [٢] قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾. وقال [٣] أبو زرعة:

[] [٤]، عبد الأعلى هذا منكر الحديث.

ثم قال تعالى: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ أي: باتباعكم للرسول يحصل لكم هذا [من بركة] [٥] سفارته، ثم قال تعالى آمرًا لكل أحد من خاص وعام: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ أي: خالفوا عن أمره ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه [محب لله] [٦] ويتقرّب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس، الذي لو كان الأنبياء بل المرسلون بل أولو العزم منهم في زمانه ما [٧] وسمعهم إلا اتباعه والدخول في طاعته واتباع شريعته، كما سيأتي تقريره عند قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ﴾ الآية [إن شاء الله تعالى] [٨].

﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤)

يخبر تعالى أنه اختار هذه البيوت على سائر أهل الأرض، فاصطفى آدم ؛ خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه الجنة، ثم أهبطه [٩] منها، لما له في ذلك من الحكمة، واصطفى نوحًا وجعله أوّل رسولٍ بعثه [١٠] إلى أهل الأرض، لما عبد الناس الأوثان، وأشركوا بالله [١١] ما لم ينزل به سلطانًا،


= جاء بأحاديث منكرة، ليس منها شيء يحفظ، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، منكر. انظر "الضعفاء" للعقيلي (٣/ ٦٠، ٦١)، و "التهذيب" (٦/ ٨٥) رقم (١٩٦).