للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بل المراد من المفهوم [التنبيه بالأعلى على الأدنى، أي] [١]: أن الإماء على النصف من الحرائر في الحدّ وإن كن محصنات، وليس عليهن رجم أصلا لا قبل النكَاح ولا بعده، وإنما عليهن الجلد في الحالتين بالسنة. قال ذلك صاحب الإفصاح. [وذكر هذا] [٢] عن الإمام [٣] الشافعي فيما رواه ابن عبد الحكم. وقد ذكره البيهقي في كتاب السنن والآثار عنه (٢٦٤)، وهو بعيد من لفظ الآية؛ لأنا إنما استفدنا تنصيف الحد من الآية لا من سواه، فكيف يفهم منها التنصيف فيما عداها، وقال: بل أريد بأنها في حال الإحصان لا يقيم الحد عليها إلا الإمام ولا يجوز لسيدها إقامة الحد عليها والحالة هذه. وهو قول في مذهب الإمام [٤] أحمد


= وقد خولف الحجّاج في ذلك:
- فرواه مهدي بن ميمون وجرير بن حازم، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد عن رباح، عن عثمان بن عفان ؛ فأسندا الحدث عن عثمان بن عفان عن النبي . كذا رواه الإمام أحمد في المسند (١/ ٥٩) (٤١٦، ٤١٧) عن بَهْز بن أسد وشيبان، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب النكاح، من قال: الولد للفراش (٣/ ٤٦٥)، وأحمد أيضًا (١/ ٦٩) (٥٠٢) عن يزيد بن هارون، ورواه أبو داود في سننه، كتاب الطلاق، باب: الولد للفراش (٢٢٧٥) عن موسى بن إسماعيل، ورواه الطحاوي في شرح، معاني الآثار (٣/ ١٠٤) عن أسد بن موسى وحَبَّان بن هلال، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٤٠٢) عن عبد الله بن محمد بن أسماء- سبعتهم عن مهدي بن ميمون به.
وخالفهم أبو داود الطيالسي في مسنده (٨٦) ١٥) وعفان بن مسلم- وعنه أحمد في المسند (١/ ٦٥) (٤٦٧) - فروياه عن مهدي بن ميمون، عن ابن أبي يعقوب، عن رباح، عن عثمان، ولم يذكرا الحسن بن سعد. وقول الجماعة أولى.
- وأما رواية جرير بن حازم: فقد رواه ابنه وهب بن جرير عنه، كرواية مهدي بن ميمون -مسند البزار (٢/ ٦٥) (٤٠٨) - وخالفه أبو داود الطيالسي (٨٦)؛ فرواه عن جرير بن حازم، عن ابن أبي يعقوب، عن رباح، عن عثمان. ولم يذكر الحسن بن سعد، وقد أشار المزي إلى ذلك في التحفة.
- قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان إلا من هذا الوجه.
- ورواية مهدي وجرير أصح من رواية الحجاج بن أرطاة، كما رجحه الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى في كتاب العلل (٣/ ٣١) ويفهم ذلك من صنيع الإمام الترمذي في جامعه (١١٥٧) حيث قال عند ذكره لحديث: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" -: وفي الباب: عن عمر وعثمان وعائشة … ولم يذكر حديث علي، فكأنه -عنده- وهم. والله أعلم.
(٢٦٤) - سبق هذا النقل. انظر هامش (٢٥٠).