للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عبيد بن عمير، عن أبيه يعني عمير بن قتادة أنَّه حدثه - وكانت له صحبة - أن رسول الله قال في حجة الوداع: "ألا إن أولياء الله المصلون، من يقيم الصلوات الخمس التي [كتب الله] [١] عليه، ويصوم رمضان، ويحتسب صومه، يرى أنَّه عليه حق، ويعطي زكاة ماله يحتسبها، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها"، ثمَّ إن رجلًا سأله فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ فقال: "تسع: الشرك بالله، وقتل نفس مؤمن بغير حق، وفرار يوم الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتًا، [ثمَّ قال] [٢]: لا يموت رجل لا يعمل هؤلاء الكبائر. ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، إلا كان مع النبي في دار [أبوابها مصاريع] [٣] من ذهب".

هكذا رواه الحاكم [٤] مطولًا، وقد أخرجه أبو داود والترمذي (*) مختصرًا من حديث معاذ بن هانئ به، وكذا رواه ابن أبي حاتم من حديثه مبسوطا، ثمَّ قال الحاكم: رجاله كلهم محتج [٥] بهم في الصحيحين، إلا عبد الحميد بن سنان.

(قلت): وهو حجازي لا يعرف إلا بهذا الحديث، وقد ذكره ابن حبَّان في كتاب الثقات. وقال البخاري: في حديثه نظر.

وقد [٦] رواه ابن جرير (٢٨٧) عن سليمان بن ثابت الجحدري، عن سلم [٧] بن سلام، عن


= في "الترغيب والترهيب" (١/ ٥٣٥) والهيثمى في "المجمع" (١/ ٥٣) حيث قالا: "رواه الطبرانى في "الكبير" ورجاله موثقون" وانظر ما بعده.
(*) - كذا، وهو خطأ أو سبق قلم، والذي رواه مع أبي داود هو النسائي. كما في تحفة الأشراف وغيره. (٢٨٧) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩١٨٩) وأخرجه الطبرانى في "المعجم الكبير" (١٧/ رقم ١٠٢) من طريق عيسى بن خالد اليمامى ثنا أيوب بن عتبة به، وأيوب بن عتبة هذا ضعفه غير واحد، وقال أحمد: "ثقة إلا أنَّه لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير" وهذا من روايته عنه ولم يضبطه؛ حيث أسقط "عبد الحميد ابن سنان" من الإسناد، ولم يتابعه على ذلك أحدٌ. وقال الزيلعى في "نصب الراية" (٢/ ٢٥٢): "مداره على أيوب بن عتبة قاضى اليمامة وهو ضعيف، ومشاه ابن عدي وقال: إنه مع ضعفه يكتب حديثه" والله أعلم.