للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان، به، ثم قال: حنش: هو أبو علي الرحبي، وهو حسين بن قيس، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أحمد وغيره.

وقد روى ابن أبي حاتم (٣٠٥) حَدَّثَنَا الحسن بن محمد بن [١] الصباح، حَدَّثَنَا إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة يعني [٢] العدوي قال: قرئ علينا كتاب عمر: من الكبائر جمع بين الصلاتين -يعني من غير عذر- والفرار من الزحف، والنهبة.

وهذا إسناد صحيح. والغرض أنه إذا كان الوعيد فيمن جمع بين الصلاتين كالظهر والعصر، تقديمًا أو تأخيرًا، وكذا المغرب والعشاء هما من شأنه أن يجمع بسبب من الأسباب الشرعية فإذا


= علقه العقيلى فى "الضعفاء" (١/ ٢٤٨) وقال: "لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به ولا أصل له … ". وقال البيهقى: "فى إسناده من لا يحتج به، تفرد به حسين بن قيس أبو على الرحبى المعروف بحنش، وهو ضعيف عند أهل النقل لا يحتج بخبره" وقال ابن الجوزى: "حسين بن قيس كذبه أحمد بن حنبل، قال مرة: متروك الحديث. وكذلك النسائى وقال يحيى: ليس بشئ" ومع هذا فقد جازف الحاكم وقال عقبه: "حنش بن قيس الرحبى يقال له: أبو على، من أهل اليمن سكن الكوفة ثقة، وقد احتج البخارى بعكرمة وهنا الحديث قاعدة فى الزجر عن الجمع بلا عذر ولم يخرجاه" لكن تعقبه الذهبى بقوله: "حنش بن قيس، ضعفوه" وبه أعله الزيلعى فى "نصب الراية" (٢/ ١٩٣، ١٩٤) وقد أخرجه البزار (٢/ ٣٥٦ / كشف الأستار) وأبو يعلى فى مسنده (٥/ ٢٧٥١) من طريق معتمر بن سليمان به، غير أنهما زادا فيه -لفظ البزار-: "ومن شهد شهادة فاجتاح بها مال امرئ مسلم، فقد تبوأ مقعده من النار" وزاد البزار وحده: "ومن شرب شرابًا حتى يذهب عقله الذى رزقه الله فقد أتى بابًا من أبواب الكبائر" وقال البزار: "لا نعلمه عن النبى إلا بهذا الإسناد، وحنش هو ابن قيس الرحبى روى عنه التيمى وخالد بن عبد الله وغيرهما، وليس بالقوى، وإنما يكتب من حديثه ما يرويه غيره" وكذا أعله به ابن عبد البر فى "التمهيد" (٥/ ٧٧) غير أنه قال: "معناه صحيح من وجوه" هو كما قال، انظر ما تقدم وما يأتى وبالله التوفيق.
(٣٠٥) - (٣/ ٥٢٠٨) وأخرجه البيهقى (٣/ ١٦٩) من طريق يحيى بن سعيد عن يحيى بن صبيح قال: حدثنى حميد بن هلال به، وقال البيهقى: "أبو قتادة العدوى أدرك عمر- فإن كان شهده كتب فهو موصول، وإلا فهو إذا انضم إلى الأول صار قويًّا" ويعنى بـ "الأول" هنا ما أخرجه من طريق قتادة عن أبى العالية عن عمر قال: "جمع الصلاتين من غير عذر من الكبائر" قال البيهقى: "وهو مرسل؛ أبو العالية لم يسمع من عمر " لكن تعقبه ابن التركمانى فى "الجوهر النقى" فقال: " أبو العالية أسلم بعد موت النبى بسنتين ودخل على أبى بكر وصلى خلف عمر وقد قدمنا غير مرة أن مسلمًا حكى الإجماع على أنه يكفى لاتصال السند=