للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله كان متكئا فدخل عليه رجل فقال: ما الكبائر؟ فقال: "الشرك بالله، واليأس من روح الله، [والقنوط من رحمة الله ﷿] [١]، والأمن من مكر الله، وهذا أكبر الكبائر".

وقد رواه البزار عن عبد الله بن إسحاق العطار، عن أبي عاصم النبيل، عن شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رجلا قال: يارسول الله؛ ما الكبائر؟ قال: "الإشراك بالله، واليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله ﷿".

وفي إسناده، نظر والأشبه أن يكون موقوفًا؛ فقد روي عن ابن مسعود نحو ذلك. وقال ابن جرير (٣١١): حدثني يعقوب بن ابراهيم، حَدَّثَنَا هشيم، أخبرنا مطرف، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن أبي الطفيل، قال: قال ابن مسعود: أكبر الكبائر الإشراك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله.

وكذا رواه من حديث الأعمش وأبي اسحاق، عن وبرة، عن أبي الطفيل، عن [ابن


= الطبرانى فى "الأوسط" - ولم أجده فى المطبوع والله أعلم - وذكره الهيثمى فى "المجمع" (١/ ١٠٩) وقال: "رواه البزار والطبرانى ورجاله موثقون" ولم أعثر عليه فى المطبوع من "المعجم الكبير" أيضًا.
قال المصنف: "فى إسناده نظر والأشبه أن يكون موقوفًا" وهذا أشبه؛ فإن شبيب بن بشر وإن وثقه ابن معين فقد قال أبو حاتم: "ليِّن الحديث، حديثه حديث الشيوخ" وذكره ابن حبان فى "الثقات" (٤/ ٣٥٩) وقال: "يخطئ كثيرًا" فلا يبعد أن يكون رفعُ هذا الحديث من أخطائه لا سيما وقد رواه الثقات موقوفًا على ابن مسعود وهو الآتى.
(٣١١) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩١٩١) وأخرجه أيضًا (٩١٩٣) من طريق عبد الله بن إدريس سمعت مطرفًا به، وهذا إسناد صحيح ومُطرف هو ابن طريف الحارثى، وأبو الطفيل هو عامر بن واثلة آخر الصحابة موتًا. وأخرجه ابن أبى الدنيا فى كتاب "التوبة" (رقم ٣١) من طريق أبى معاوية محمد بن خازم، وابن جرير (٩١٩٤) من طريق شيبان، كلاهما (أبو معاوية وشيبان) عن الأعمش عن وبرة به، وهذا إسناد صحيح أيضًا، ولا يخشى من عنعنة الأعمش هنا حيث توبع، وله إسناد آخر صحيح رواه ابن جرير أيضًا (٩١٩٥) من طريق إسرائيل، وعبد الرزاق فى "المصنف" (١٠/ رقم ١٩٧٠١) وفى "التفسير" (١/ ١٥٥) ومن طريقه الطبرانى فى "المعجم الكبير" (٩/ ٨٧٨٤) من طريق معمر، كلاهما (إسرائيل ومعمر) عن أبى إسحاق عن وبرة به، وللحديث طرق أخرى صحيحة وحسنة انظرها عند ابن جرير (٨/ ٢٤٢، ٢٤٤)، والطبرانى (٩/ ٨٧٨٣، ٨٧٨٥) وجزم بصحته المصنف، وصحح إسناده أيضًا الهيثمى فى "المجمع" (١/ ١٠٩) وذكره الحافظ ابن حجر فى "الفتح" (١٢/ ١٨٣) وعزاه إلى عبد الرزاق والطبرانى، وزاد نسبته السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٢٦٤) إلى عبد بن حميد وابن المنذر.