للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ أي: في الأمور الدنيوية، وكذا الدينية، أيضاً [١] لحديث أم سلمة وابن عباس، وهكذا قال عطاء بن أبي رباح: نزلت في النَّهي عن تمني ما لفلان، وفي تمني النساء أن يكن رجالًا فيغزون.

رواه ابن جرير (٣٥٥).

ثم قال: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ أي: كل له جزاء [٢] على عمله بحسبه، إن خيرًا فخير، وإن شراً فشر وهو [٣] قول ابن جرير.

وقيل: المراد بذلك في الميراث، أي: كل يرث بحسبه. رواه التِّرمذيُّ عن ابن عباس.

ثم أرشدهم إلى ما يصلحهم فقال: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ لا تتمنوا ما [فضل الله] [٤] به بعضكم على بعض، فإن هذا أمر محتوم، أي: إن التمني لا يجدي شيئاً، ولكن سلوني من فضلي أعطكم، فإنّي كريم وهاب.

وقد روى التِّرمذيُّ وابن مردويه (٣٥٦) من حديث حماد بن واقد، سمعت إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : "سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن يسأل، وإن أفضل العبادة انتظار الفرج".

ثم قال التِّرمذيُّ: كذا رواه حماد بن واقد، وليس بالحافظ. ورواه أبو [٥] نعيم، عن


(٣٥٥) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩٢٤٥).
(٣٥٦) - " الجامع" للترمذي، كتاب الدعوات، باب: في انتظار الفرج وغير ذلك (٣٥٧١)، وأخرجه أيضاً الطّبرانيّ في "المعجم الكبير" (١٠/ ١٠٠٨٨) وفى "الأوسط" (٥/ ٥١٦٩) وفى "كتاب الدعاء" (٢/ رقم ٢٢) - ومن طريق الطّبرانيّ المزي في "تهذيب الكمال" (٧/ ٢٩١، ٢٩٢) - وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٦٦٥) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (٢/ ١١٢٤) - وابن أبي الدُّنيا في "القناعة والتعفف" (ج ورقة ١٠٦/ ١ من مجموع الظاهرية ٩٠) وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (٨٩/ ٢) - المصدران الأخيران من "الضعيفة" للألبانى (١/ رقم ٤٩٢) - كلهم من طريق حماد من واقد الصفار به. وقال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلَّا إسرائيل، تفرَّد به. =