للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأودي، أخبرنا طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس، فى قوله؛ ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه بالأخوة التي آخى رسول الله بينهم فلما نزلت [هذه الآية] [١]: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ﴾ نسخت [٢]، ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾.

وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح (٣٥٩)، حدَّثنا حجاج، عن ابن جريج وعثمان بن عطاء، [عن عطاء] [٣]، عن ابن عبَّاس، قال: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ فكان الرجل قبل الإِسلام يعاقد الرجل، ويقول [٤]: ترثني وأرثك، وكان الأحياء يتحالفون، فقال رسول الله صلى الله عديه وسلم: "كل حلف كان في الجاهلية أو عقد أدركه الإسلام فلا يزيده الإسلام إلَّا شدة، ولا عقد ولا حلف في الإِسلام". فنسختها هذه الآية ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾.

ثم قال: وروي عن سعيد بن جبير [٥]، ومجاهد، عطاء، والحسن، و [ابن المسيب] [٦] وأبي صالح، وسليمان بن يسار، والشعبي، وعكرمة، والسدي، والضحاك، وقَتَادة، ومقاتل ابن حيان أنهم قالوا: هم الحلفاء.

وقال الإمام أحمد (٣٦٠): حدَّثنا عفان، حدَّثنا شريك، [عن سماك عن عكرمة عن ابن عبَّاس


= "السنن الكبرى" (١٠/ ٢٩٦) من طريق عثمان بن أبي شيبة، ثلاثتهم (أَبو كريب وأَبو جعفر وعثمان) ثنا أَبو أسامة به. وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، ووهما فى استدراكه فقد أخرجه البخاري كما تقدم آنفًا وانظر الآتي برقم (٣٧٤).
(٣٥٩) - تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٥٢٣٧) وعطاء هو ابن أبي مسلم الخراساني لم يسمع من ابن عبَّاس قاله الدارقطني وغيره، وأخرجه ابن جرير (٨/ ٩٢٦٨) والنحاس فى "الناسخ والمنسوخ" (ص ٣٣٣) من طريق معاوية بن صالح عن على بن أبي طلحة عن ابن عباس به نحوه، وهذا إسناد حسن، وعلى بن أبي طلحة إن لم يكن سمع من ابن عبَّاس، فمعروف الواسطة بينهما وهما "القاسم بن محمد ومجاهد" كما قال أَبو حاتم انظر "جامع التحصيل" للعلائي (ص ٢٤١ ص) - وله طريق آخر عن ابن عبَّاس عند ابن جرير (٨/ ٩٢٧٤) لكنه مسلسل بالضعفاء أولهم "عطية العوفي" والمرفوع من الخبر يأتى من طرق أخرى،
(٣٦٠) - " المسند" (١/ ٣٢٩) وأخرجه أيضًا (١/ ٣١٧) ثنا حجاج، والدارمى فى سننه =