على [١] أزواجهن، والنشوز: هو الارتفاع، فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها، التاركة لأمره، المعرضة عنه، المبغضة له، فمتى ظهر له منها أمارات النشوز فليعظها وليخوفها عقاب الله في عصيانه، فإن الله قد أوجب حق الزوج عليها وطاعته، وحرم عليها معصيته؛ لما له عليها من الفضل والإفضال.
وقد قال رسول الله ﷺ: "لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت
= ابن عبد الله بن قارظ، لا أَبوه عبد الله؛ لأن عبيد الله بن أبي جعفر متأخر عن أن يدرك عبد الله بن قارظ … ، ولكن جزم المصنف هنا بأنه "عبد الله بن قارظ" غير أن "عبد الله بن قارظ" لم أهتد لترجمته؛ لأنه اختلط على المترجمين بابنه إبراهيم ففي "التهذيب" فى ترجمة "إبراهيم": "روى عن جابر بن عبد الله وأبي هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، والسائب بن يزيد، وغيرهم، ورأى عمر وعليًّا، روى عنه أبو عبد الله الأغر، وأَبو صالح السمان وعمر بن عبد العزيز ويحيى بن أبي كثير، وأَبو سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم، ثم قال: "وجعل ابن أبي حاتم إبراهيم بن عبد الله بن قارظ وعبد الله بن إبراهيم ابن قارظ ترجمتين، والحق أنهما واحدٌ، والاختلاف فيه على الزُّهْريّ وغيره، وقال ابن معين: كان الزُّهْريّ يغلط فيه، وتعقب العلامة أبو الأشبال بكلام جيِّد قوي الحافظ ابن حجر ﵀ فى الجزم بصواب عدم التفرقة بينهما فقال فى حاشية "المسند" (٣/ ١٢٥، ١٢٦) وهذا شيء بعيد - يعني عدم التفرقة - أبو سلمة بن عبد الرحمن مات سنة ٩٤، وعمر بن عبد العزيز مات سنة ١٠١، ويحيى بن أبي كثير مات سنة ١٣٢ فمن العجيب جدًا أن يرووا جميعًا عن شيخ واحدٍ، ثم من هذا الشيخ؟ رجل أدرك عمر وعليًّا، بل سمع من عمر وعلى كما جزم البخاري فى "الكبير" فقد عمر أكثر من مائة سنة حتَّى يدركه يحيى بن أبي كثير!! " ثم قال الشيخ: "وأرجح أن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ" هو غير "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ" كما جزم أبو حاتم، وأنَّه ابنه، أو لعل الرواة اختلف عليهم اسم الأب واسم ابنه، فتارة يسمون هذا "عبد الله" وذاك "إبراهيم" وتارة يعكسون والذي لا أشك فيه أن أحدهما ابن للآخر، وأن يحيى بن أبي كثير وطبقته يروون عن الابن، وعمر بن عبد العزيز وأَبو سلمة بن عبد الرحمن وطبقتهما يروون عن الأب، وأن الأب هو الذى سمع عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف … " وهذا تحقيق جيِّد قوي، وبناءً عليه حكم الشيخ على هذا الإسناد بالانقطاع، وقد نأى الهيثمي "المجمع" (٤/ ٣٠٩) ومن قبله المنذري "الترغيب والترهيب" (٣/ ٥٢) عن هذا الاختلاف كله وقالا: "رواه أحمد والطبراني فى "الأوسط" وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح" وله شاهد من حديث الي هريرة صححه ابن حبان (٩/ ٤١٦٣) وآخر من حديث أَنس عند البزار (٢/ ١٤٦٣/ كشف)، وابن عدي (٣/ ٩٩٣، ١٠٣٧)، وأبي نعيم فى "الحلية" (٦/ ٣٠٨) وسنده ضعيف، وثالث من حديث عبد الرحمن بن حسنة قال الهيثمي: "المجمع" (٤/ ٣٠٩): "رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة" وحديثه حسن، وسعيد بن عفير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".