للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من قال: إن أمنت كل واحدة منهما التلويث في حال المرور جاز لهما المرور، وإلا فلا.

وقد ثبت في صحيح مسلم (٤٦٠)، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله : "ناوليني الخمرة من المسجد"، فقلت: إني حائض فقال: "إن حيضتك ليست في يدك" وله عن أبي هريرة مثله (٤٦١)، وفيه [١] دلالة على جواز مرور الحائض في المسجد، والنفساء في معناها، والله أعلم.

وروى أبو داود (٤٦٢) من حديث أفلت بن خليفة العامري عن جسرة [٢] بنت دجاجة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله "إني لا أحل المسجد لحائض ولا


= باب غيره فلذلك لم يؤمر بسده؛ ويؤيد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضى في "أحكام القرآن" من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب "أن النبي لم يأذن لأحد أن يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد" ومحصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين، ففي الأولى استثنى عليًّا لِمَا ذكره، وفي الأخرى استثنى أبا بكر، ولكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة عليّ على الباب الحقيقي، وما في قصة أبي بكر على الباب المجازى، والمراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه، وكأنهم لما أمروا بسد الأبواب سدوها وأحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأمروا بعد ذلك بسدها، فهذه طريقة لا بأس بها في الجمع بين الحديثين، وبها جمع بين الحديثين أبو جعفر الطحاوي في "مشكل الآثار" وأبو بكر الكُلاَّباذي في "معاني الأخبار" وصرح بأن بيت أبي بكر كان له باب من خارج المسجد وخوخة إلى داخل المسجد، وبيت علي لم يكن له باب إلا من داخل المسجد، والله أعلم وبنحو هذا الكلام قاله فى "القول المسدد" (ص ١٩،١٦) اهـ.
(٤٦٠) - صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب: جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله (١١، ١٣) (٢٩٨)، وأخرجه أيضًا أحمد (٦/ ٤٥ ومواضع أخر) وأبو داود (٢٦١)، والترمذي (١٣٤)، والنسائي (١/ ١٤٦، ١٩٢) من طرق عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمَّد عنها به.
(٤٦١) - صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب: جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله (١٣) (٢٩٩)، وكذا أخرجه أحمد (٢/ ٤٢٨)، والنسائي (١/ ١٤٦، ١٩٢) من طريق يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عنه به نحو السابق.
(٤٦٢) - سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب: في الجنب يدخل المسجد (٢٣٢) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٤٤٢) - ثنا مسدد، وابن خزيمة في صحيحه (٢/ رقم ١٣٢٧) من طريق مُعلي بن أسد، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٦٧) -ومن طريقه البيهقي- قال لنا موسى بن إسماعيل، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٣/ رقم ١٧٨٣) أخبرنا أبو هشام المخزومى، وأورده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٣٢٣، ٣٢٤) من طريق كثير بن يحيى، خمستهم (مسدد، معلى، موسى، أبو هشام، وكثير) نا عبد الواحد بن زياد، ثنا الأفلت بن خليفة، قال: حدثتني جسرة =