للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله أو عن زر بن حبيش، عن علي فذكره. ورواه من طريق العوفي وأبي مجلز [١]، عن ابن عباس، فذكره، ورواه عن سعيد بن جبير، وعن مجاهد والحسن بن مسلم والحكم بن عتيبة [٢] وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن مثل ذلك.

وروي من طريق ابن جريج عن عبد الله بن كثير، قال: كنا نسمع أنه في السفر.

ويستشهد لهذا القول بالحديث الذي رواه الإِمام [٣] أحمد وأهل السنن (٤٦٧) من حديث أبي قلابة، عن عمرو بن [٤] بجدان، عن أبي ذر قال: قال رسول الله : "الصعيد الطيب طهور المسلم، وإن لم تجد الماء عشر حجج، فإذا وجدت الماء فأمسسه بشرتك، فإن ذلك خير".

ثم قال ابن جرير بعد حكايته القولين: والأولى قول من قال: ﴿وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ﴾ أي [٥]: إلا مجتازي طريق فيه، وذلك أنه قد بين حكم المسافر إذا عدم الماء وهو جنب في قوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾، فكان معلوهًا بذلك أن قوله: ﴿وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ [لو كان] [٦]، معنيا به المسافر لم يكن لإعادة ذكره في قوله ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَر﴾ معنى مفهوم، وقد مضى ذكر حكمه قبل ذلك، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الآية يا أيها الذين آمنوا لا تقوبوا المساجد للصلاة مصلين فيها وأنتم سكارى، حتى تعلموا ما تقولون، ولا تقربوها أيضًا جنبًا حتى تغتسلوا، إلا عابري سبيل، قال: والعابر السبيل: المجتاز مرًّا وقطعًا، يقال: منه عبرت هذا الطريق، فأنا أعبره عبرًا، وعبورًا، ومنه قيل [٧]: عبر فلان النهر إذا قطعه وجاوزه، ومنه قيل. للناقة القوية على الأسفار: هي عَبر أسفار؛ لقوتها على قطع الأسفار.


= وعلى) عن ابن أبي ليلى به، وعباد بن عبد الله هو الأسدي الكوفي، قال البخاري: "فيه نظر" وقال ابن المديني: "ضعيف الحديث" غير أنه متابع كما ترى، وانظر ما قبله.
(٤٦٧) - انظر تخريجه في "التحقيق" (ح رقم ٣٧١) كذا عزاه المصنف لأهل السنن وهو خطأ حيث لم يخرجه من بينهم ابن ماجه وقد استدرك ذلك المصنف نفسه فيما يأتى هنا برقم (٤٩٥).