للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجل- على عباده، من [الصلاة، والزكاة] [١]، والصيام [٢]، والكفارات، والنذور، وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه لا يطع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض، كالودائع وغير ذلك، مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بنية [٣] على ذلك، فأمر الله ﷿ بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله قال: "لتؤدّن الحقوق إلى أهلها، حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء" (٥٦٠).

وقال ابن أبي حاتم (٥٦١): حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي [٤]، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان [٥]، عن عبد الله بن مسعود قال: إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة، يؤتى بالرجل يوم القيامة، وإن كان قد قتل في سبيل الله، فيقال: أدِّ أمانتك. فيقول: وأنَّى أؤديها وقد ذهبت الدنيا؟ فتمثل له الأمانة في قعر جهنم فيهوي إليها، فيحملها على عاتقه، قال: فتنزل عن عاتقه، فيهوي [٦] على أثرها أبد الآبدين. قال زاذان [٧]: فأتيت البراء، فحدّثته، فقال: صدق أخي ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾.


(٥٦٠) - أخرجه مسلم فى صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب: تحريم الظلم (٦٠) (٢٥٨٢) وكذا أحمد (٢/ ٢٣٥) وفى مواضع أخر) والترمذى (٢٤٢٠) من حديث أبى هريرة وانظر ما يأتى سورة الأنعام/ آية ٣٨.
(٥٦١) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٥١٢) ورواه أيضًا (٣/ ٥٥١٣) ثنا على بن الحسين، ثنا تميم بن المنتصر، ثنا إسحاق الأزرق، عن شريك عن الأعمش عن عبد الله بن السائب به مرفوعًا، وفيه أيضًا: "قال شريك: ثنا عياش العامرى عن زاذان عن عبد الله عن النبى نحو ذلك، ولم يذكر فيه الأمانة فى الصلاة، والأمانة فى كل شئ" ورواه الطبرانى فى "المعجم الكبير" (١٠/ ١٠٥٢٧). وعنه أبو نعيم فى "الحلية" (٤/ ٢٠١)، وابن جرير فى تفسيره (٢٢/ ٥٦) وينقله من طريقه المصنف فى سورة الأحزاب/ آية ٧٢ - من طريق تميم بن المنتصر به، وذكره الهيثمى فى "المجمع" (٥/ ٢٩٦) وقال: "رواه الطبرانى ورجاله ثقات" كذا قال، وشريك سيئ الحفظ، وقد خالفه من هو أوثق منه فوقفه على ابن مسعود، فرواه البيهقى فى "الشعب" (٤/ ٥٢٦٦) من طريق عبد الله بن بشر عن الأعمش به موقوفًا، بل إنه قد اختلف فيه على شريك نفسه؛ فرفعه إسحاق الأزرق كما تقدم، ووقفه منجاب بن الحارث كما عند أبى نعيم، وإسحاق ومنجاب ثقتان؛ فالاضطراب فيه من شريك نفسه، ومع هذا فقد جود المصنف إسناده فى سورة الأحزاب!!. والخبر زاد نسبته السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣١٣) إلى عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.