للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن رجل، عن ابن عباس قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ قال: هي مبهمة للبر والفاجر. وقال محمد بن الحنفية: هي مُسْجَلَةٌ للبر والفاجر. وقال أبو العالية: الأمانة ما أمروا به ونهوا عنه.

وقال ابن أبي حاتم (٥٦٢): حدثنا أبو سعيد، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال أبي بن كعب: من الأمانة أن المرأة ائتمنت على فرجها.

وقال الربيع بن أنس": هي من الأمانات فيما بينك وبين الناس.

وقال على بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ قال: يدخل فيه وعظ السلطان النساء -يعني يوم العيد-.

وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في شأن عثمان بن أبي طلحة، واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي العبدرى حاجب الكعبة المعظمة، وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الذي صارت الحجابة في نسله إلى اليوم، أسلم عثمان هذا في الهدنة بين صلح الحديبية وفتح مكة هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وأما عمه عثمان [بن طلحة] [١] بن أبي طلحة فكان معه لواء المشركين هم أحد، وقتل يومئذ كافرًا، وإنما نبهنا على هذا النسب لأن كثيرًا من المفسرين قد يشتبه عليه [٢] هذا بهذا، وسبب نزولها فيه، لما أخذ منه رسول الله مفتاح الكعبة ووم الفتح ثم رده عليه.

وقال محمد بن إسحاق في غزوة الفتح (٥٦٣): حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله [] [٣] ابن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، أن رسول الله لما نزل بمكة واطمان الناس خرج حتى جاء إلى [٤] البيت، فطاف به سبعًا على راحلته يستلم الركن بمحجن في كده، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن [] [٥] طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحه [٦] له،


(٥٦٢) - تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٥٥١٧) وإسناده صحيح.
(٥٦٣) - كما فى "السيرة" لابن هشام (٤/ ١٢٥٣، ١٢٥٤) وإسناده حسن غير أن صفية بنت شيبة نفى سماعها من النبى ابن حبان والدراقطنى، بينما أثبته البخارى وهو مقدم على غيره.