للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده، ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف [١] له الناس في المسجد.

قال ابن إسحاق (٥٦٤): فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله قام على باب الكعبة، فقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة، أو دم، أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت، وسقاية الحاج". وذكم بقية الحديث في خطة النبي يومئذ، إلى أن قال: ثم جلس رسول الله في المسجد، فقام إليه على بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال: يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك. فقال رسول الله : "أين عثمان بن طلحة؟ ". فدعي له، فقال له: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم وفاء وبر".

قال ابن جرير (٥٦٥): حدثني القاسم، حدثنا الحسين، عن [٢] حجاج، عن ابن جريج [في الآية] [٣]، قال نزلت في عثمان بن طلحة قبض منه رسول الله مفتاح الكعبة، فدخل في [٤] البيت سوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ الآية، فدعا عثمان إليه فدفع [٥] إليه المفتاح. قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله من الكعبة وهو يتلو هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ فداه أبي وأمي، ما سمعته يتلوها قبل ذلك.

حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، حدثنا الزنجي بن خالد، عن الزهري، قال دفعه إليه وقال: "أعينوه [٦] " (٥٦٦).


(٥٦٤) - كما فى "السيرة" لابن هشام (٤/ ١٢٥٤) وهو هكذا منقطع، وروى الطبرانى فى "الكبير" (١١/ ١١٢٣٤) وفى "الأوسط" (١/ رقم ٤٨٨) من طريق عبد الله بن المؤمل عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس مرفوعًا: "خذوها يا بنى طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم" يعنى حجابة الكعبة، لكن قال الهيثمى فى "المجمع" (٣/ ٢٨٨): "فيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، ووثقه ابن معين فى رواية وضعفه جماعة" وله شواهد انظرها فى فتح البارى (٨/ ١٩) وانظر ما بعده.
(٥٦٥) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩٨٤٦، ٩٨٤٧) والإسناد الأول معضل والثانى مرسل، وخبر ابن جريج زاد نسبته السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣١٢) إلى ابن المنذر.
(٥٦٦) - أخرجه ابن ماجه، كتاب الأحكام، باب: التغليظ فى الحيف والرشوة (٢٣١٢) ثنا أحمد بن