للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها ماء، فأخذ ماء فغمسه فيه، ثم غمس به تلك التماثيل، وأخرج مقام إبراهيم، وكان في الكعبة [فألزقه في حائط الكعبة] [١]، ثم قال: "يا [٢] أيها الناس هذه القبلة". قال: ثم خرج رسول الله فطاف بالبيت شوطا أو شوطين، ثم نزل عليه جبريل فيما ذكر لنا برد المفتاح، [ثم قال] [٣] رسول الله ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ حتى فرغ من الآية".

وهذا من المشهورات أن هذه الآية نزلت في ذلك، وسواء كانت نزلت في ذلك أولا، فحكمها عام، ولهذا قال ابن عباس ومحمد بن الحنفية: هي [٤] للبر والفاجر، أي: هي أمر لكل أحد.

وقوله: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ أمر منه تعالى بالحكم بالعدل بين الناس، ولهذا قال محمد بن كعب وزيد بن اً سلم وشهر بن حوشب: [إن هذه الآية] [٥] إنما نزلت في الأمراء، يعني: الحكام بين الناس.

وفي الحديث: "إن الله مع الحاكم مما لم يجر، فإذا جار وكله الله إلى نفسه" وفي الأثر: "عدل يوم كعبادة أربعين سنة".

وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ أي: يأمركم به من أداء الأمانات، والحكم بالعدل بين الناس وغير ذلك من أوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة.

وقولى تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ أي: سميعًا لأقوالكم، بصيرًا بأفعالكم. كما قال [٦] ابن أبي حاتم (٥٦٧): حدثنا أبو زرعة، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: رأيت رسول الله وهو يقرأ هذه الآية ﴿سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ يقول: "بكل شيء بصير".

وقد قال ابن أبي حاتم (٥٦٨): أخبرنا يحيى بن عبدك القزويني، أنبأنا المقري -يعني أبا


(٥٦٧) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٥٢٦) وإسناده رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن لهيعة وهو ضعيف لسوء حفظه. ولم يعزه السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣١٤) لغير ابن أبى حاتم.
(٥٦٨) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٥٢٤) وتصحف فيه "أبو يونس" إلى "أبو سليمان"، =