للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود، قال: قطع على أهل المدينة بعث.، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة - مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشدّ النهي، ثم [١] قال: أخبرني ابن عباس أن ناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين، يكثرون [سواد المشركين] [٢]، على رسول الله، ، يأتي السهم فيرمى به، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضرب عنقه، فيقتل، فأنزل الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ رواه الليث عن أبي الأسود.

وقال ابن أبي حاتم (٧٢٥): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا أبو أحمد - يعني الزبيري - حدثنا محمد بن شريك المكي، حدثنا عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم بفعل بعض، قال المسلمونَ: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين [٣] وأكرهوا. فاستغفروا لهم، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ﴾ الآية. قال: فكتبت [٤] إلى من بقي من المسلمين بهذه الآية: لا عذر لهم، قال: فخرجوا، فلحقهم المشركون، فأعطوهم الفتنة، فنزلت هذه الآية: ﴿ومن الناس


= ورواه النسائى فى "التفسير" (١٣٩) من طريق إسحاق بن إبراهيم نا المقرئ، نا حيوة به. قال ابن حجر فى "الفتح" (٨/ ٢٦٣): "قوله (رواه الليث عن أبى الأسود) وصله الإسماعيليّ، والطبراني فى "الأوسط" - (٣٥٨، ٨٦٣٨) وفى "المعجم الكبير" أيضاً (١١/ ١١٥٠٥، ١١٥٠٦) ومن طريقه ابن حجر فى "تغليق التعليق" (٤/ ١٩٨) من طريق أبى صالح كاتب الليث عن الليث عن أبى الاُسود عن عكرمة فذكره بدون قصة أبى الأسود، قال الطبرانى: لم يروه عن أبى الأسود، إلا الليث وابن لهيعة. قلت - ابن حجر -: ورواية البخارى من طريق حيوة ترد عليه، ورواية ابن لهيعة أخرجها ابن أبى حاتم أيضًا - فى تفسيره (٣/ ٥٨٦٢) وكذا ابن جرير (٩/ ١٠٢٦١) من طريق ابن وهب، والطبرانى فى "الكبير" (١١/ ١١٥٠٥) من طريق أبى صالح الحرانى، كلاهما ثنا ابن لهيعة - وفى هذه القصة دلالة على براءة عكرمة مما ينسب إليه من رأى الخَوارج؛ لأنّه بالغ فى النهي عن قتال المسلمين، وتكثير سواد من يقاتلهم، وغرض عكرمة أن الله ذم من أكثر سواد المشركين مع أنهم كانوا لا يريدون بقلوبهم موافقتهم، قال: فكذلك أنت لا تكثر سواد هذا الجيش، وإن كنت لا تريد موافقتم؛ لأنهم لا يقاتلون فى سبيل الله".
(٧٢٥) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٨٦٣)، ورواه ابن جرير (٩/ ١٠٢٦٠) ثنا أحمد بن منصور الرمادى به، ورواه البزار (٤/ ٢٢٠٤ /كشف) من طريق أبى نعيم: ثنا محمد بن شريك به. قال البزار: "لا نعلم أحدًا يرويه عن عمرو إلا محمد بن شريك". وذكره الهيثمى فى "المجمع" (٧/ ١٢، ١٣) وقال: "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن شريك، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين، وأبو زرعة، والدارقطنى، وقال أبو حاتم والنسائى، والفسوى: "ليس به بأس".