للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من يقول آمنا بالله﴾ الآية.

وقال عكرمة (٧٢٦): نزلت [هذه] [١] الآية في شباب من قريش، كانوا تكلموا بالإِسلام بمكة، منهم على بن أمية بن خلف، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو العاصي بن منبه بن الحجاج، والحارث ابن زمعة.

وقال الضحاك (٧٢٧): نزلت في أناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله، ، بمكة، وخرجوا مع المشركين يوم بدر؛ فأصيبوا فيمن أصيب، فنزلت هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهرانَي المشركين، وهو قادر على الهجرة، وليس متمكنًا من إقامة الدين؛ فهو ظالم لنفسه، مرتكب حرامًا بالإجماع، بنص هذه الآية، حيث يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ أي: بترك الهجرة، ﴿قالوا فيم كنتم﴾ أي: لمَ مكثتم هاهنا، وتركتم الهجرة؟ ﴿قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ أي: لا نقدر على الخروج من البلد، ولا الذهاب في الأرض؛ ﴿قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ الآية.

وقال أبو داود: حدثنا محمد بن داود بن سفيان، حدثني يحيى بن حسان، أخبرنا سليمان ابن موسى أبو داود، حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، حدثني خُبَيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة بن جندب، عن سمرة بن جندب أما بعد: قال رسول الله: "من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله".


(٧٢٦) - رواه ابن أبى حاتم (٣/ ٥٨٦٥) من طريق روح بن القاسم عن ابن جريج عن عكرمة به. ورواه ابن جرير (٩/ ١٠٢٦٤) من طريق حجاج عن ابن جريج به غير أنه قال: "نزلت فى قيس بن الفاكه بن المغيرة، والحارث بن زمعة بن الأسود، وقيس بن الوليد بن المغيرة، وأبي العاص بن مُنبّه بن الحجاج، وعلى بن أمية بن خلف .. ". وفى حاشية تفسير ابن جرير (٩/ ١٠٥) قال الشيخ الأديب محمود شاكر: "هكذا جاءت أسماؤهم فى المخطوطة، والمطبوعة، وفى "الدر المنثور" (٢/ ٣٦٥)، واتفاقهم جميعًا جعلنى أتحرج فى إثبات ما أعرفه صوابًا. وهؤلاء الذين قتلوا ببدر معروفة أسماؤهم فى السيرة،: هذا صوابها من سيرة ابن هشام (٢/ ٢٨٥): "وامتاع الأسماع" (١/ ٢٠): "أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة"، "أبو قيس بن الوليد بن المغيرة"، "العاص بن منبِّه بن الحجاج" وأكبر ظنى أن هذا خطأ من النساخ، لا خطأ فى الرواية" اهـ.
(٧٢٧) - رواه ابن جرير (٩/ ١٠٢٦٨)، وابن أبى حاتم (٣/ ٥٨٦٦)، وإسناده صحيح إليه.