للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال السدي: لما أسر العباس وعقيل ونوفل، قال رسول الله، ، للعباس: "افد نفسك وابن أخيك"، فقال: يا رسول الله، ألم نصل إلى [١] قبلتك، ونشهد شهادتك؟ قال: "يا عباس، إنكم خاصمتم فخصمتم" ثم تلا عليه هذه الآية: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ " رواه ابن أبي حاتم (٧٢٨).

وقوله: ﴿إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا﴾، هذا عذر من الله تعالى لهؤلاء في ترك الهجرة، وذلك أنهم [٢] لا يقدرون على التخلص من أيدي المشركين، ولو قدروا ما عرفوا يسلكون الطريق، ولهذا قال: ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا﴾ قال مجاهد: عكرمة والسدي يعني: طريقًا. وقوله تعالى: ﴿فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ﴾ أي: يتجاوز عنهم بتركهم [٣] الهجرة، و (عسى) من الله موجبة، ﴿وَكَانَ اللَّهُ [عَفُوًّا غَفُورًا] [٤]﴾.

قال البخاري (٧٢٩): حدثنا أبو نعيم، حدثنا شيبان، عن يحيى، عِن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: بينا النبي يصلي العشاء إذ قال: "سمع الله لمن حمده ثم قال قبل أن يسجد: "اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج [٥]، سلمة بن هشام، اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج [٦] المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف".


(٧٢٨) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٨٦٩)، وكذا ابن جرير (٩/ ١٠٢٦٥) كلاهما من طريق أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدى، وإسناده حسن إلى السدى غير أنه منقطع، وقد ورد موصولاً عند أحمد فى "المسند" (/ ١/ ٣٥٣ ح ٣٣١٠) وإسناده فيه جهالة.
(٧٢٩) - رواه البخارى، كتاب: التفسير، باب: ﴿فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ … ﴾ (٤٥٩٨) ورواه أيضًا، كتاب: الدعوات، باب: الدعاء على المشركين (٦٣٩٣)، ومسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب القنوت فى جميع الصلاة (٢٩٥) (٦٧٥)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: القنوت فى الصلوات (١٤٤٢)، والنسائى (٢/ ٢٠٢) وأحمد (٢/ ٤٧٠، ٥٢١) من طريق يحيى - وهو ابن أبى كثير به، وقصر السيوطى فى عزوه جدًا، فلم يعزه فى "الدر المنثور" (٢/ ٣٦٧) لغير البخارى!!