للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشعري، أنبأنا أبو مالك، قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه - وسلم، يقول: "إن اللَّه قال من انتدب خارجًا في سبيلي، غازيًا ابتغاء وجهي، وتصديق وعدي، وإيمانًا برسلي فهو في ضمان على الله: إما أن يتوفاه بالجيش فيدخله الجنة، واما أن يسيح في ضمان الله، وإن طالت غيبته حتى يرده إلى أهله مع ما نال من أجر، أو غنيمة، وقال: من فصل في سبيل الله فمات، أو قتل، أو رفصته فرسه، أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فهو شهيد". وروى أبو داود من حديث بقية "من فصل في سبيل الله" إلى آخره، وزاد بعد قوله: "فهو شهيد، وإن له الجنة] [١].

وقال الحافظ أبو يعلي (٧٤١): حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا محمد ابن إسحاق، عن [جميل بن أبي ميمونة] [٢]، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، : "من خرج حاجًا فمات، كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرًا فمات، كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيًا في سبيل الله فمات؛ كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة".


= مسلم، ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بأن: "أبي ثوبان لم يحتج به مسلم، وليس بذاك، وبقية: ثقة، وعبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن" والأخير منتقد بما أفاده المزى فى "تهذيب الكمال" وابن حجر فى مختصره بأن عبد الرحمن بن غنم من شيوخ مكحول، ثم إن مكحولًا توفى سنة مائة وثلاث عشرة، وابن غنم توفى سنة ثمان وسبعين، فاحتمال الإدراك ظاهر، وقد ذكر الذهبى نفسه فى "الكاشف" (٢/ ١٨١) أن مكحولًا روى عن ابن غنم. على كُلٍّ فالإسناد فيه عنعنة بقية وهو يدلس ويسوّى، فلا بد أن يصرح بسماعه على مدار الإسناد، ثم إن شيخه متكلم فيه، ووسمه ابن حجر بأنه: "صدوق يخطئ، ورمى بالقدر، فالإسناد لا يحتمل التحسين، فضلًا عن الصحة، والله أعلم.
(٧٤١) - رواه أبو يعلى فى "مسنده" (١١/ ٦٣٥٧) وفى "المعجم" (رقم ١٠١). ورواه الطبرانى فى "المعجم الأوسط" (٥/ ٥٣٢١) من طريق إبراهيم بن زياد به، ورواه البيهقى فى "الشعب" (٣/ ٤١٠٠)، والضياء فى "المنتقى من مسموعاته بمرو" (٣٣/ ١) - كما فى "الضعيفة لأبي عبد الرحمن الألبانى" (٢/ح ٧٤٥) - من طريق أبي معاوية به. وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن يزيد الليثى إلا جميل بن أبي ميمونة، ولا عن جميل إلا محمد بن إسحاق، تفرَّد به أبو معاوية" وهو ثقة واسمه محمد بن خازم الضرير، غير أن شيخه مدلس، وقد عنعنه، وبذلك أعله المنذرى، فقال فى "الترغيب والترهيب" (٢/ ١٧٨، ٢٧١): "رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق، وبقية إسناده ثقات" وبنحوه قاله الهيثمى فى "المجمع" (٥/ ٢٨٦)، وشيخ ابن إسحاق أيضًا لم يوثقه غير ابن حبان "الثقات"، وأعله بذلك أيضًا الهيثمى فقال في "المجمع" (٣/ ٢١٢): "رواه الطبرانى فى "=