للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزكاة، وقاتلوا من منعها منهم.

ولنذكر سبب نزول هذه الآية الكريمة أولًا قبل ذكر صفتها: قال ابن جرير (٧٦٩): حدثنا ابن [١] المثنى، حدثني إسحاق، حدثنا عبد الله بن هاشم، أنبأنا سيف، عن أبي روق، عن أبي أيوب، عن علي، ، قال: سأل قوم من بني النجار رسول الله، ، فقالوا: يا رسول الله، إنا نضرب في الأرض، فكيف نصلي؟ فأنزل الله ﷿: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ﴾ ثم انقطع الوحي، فلما كان بعد ذلك بحول غزا رسول الله، ، فصلى الظهر، فقال المشركون: لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم [٢] عليهم؟ فقال قائل منهم: إن لهم أخرى مثلها في إثرها، قال: فأنزل الله، ﷿، بين الصلاتين: ﴿إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الآيتين، فنزلت صلاة الخوف.

وهذا سياق غريب جدًّا، ولكن لبعضه شاهد من رواية أبي عياش الزرقي، واسمه زيد بن الصامت [] [٣]، قال [٤] الإِمام أحمد (٧٧٠):

حدثنا عبد الرزاق، حدثنا الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي عياش الزرقي [٥] قال: كنا مع رسول الله، ، بعُسْفان، فاستقبلنا المشركون، عليهم


(٧٦٩) - تفسير ابن جرير (٩/ ١٠٣١٤) وأورده السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٢٧٣) ولم يعزه لغير ابن جرير، قال الشيخ الأديب محمود شاكر فى حاشيته على تفسير ابن جرير، "فى تفسير ابن كثير قال ابن جرير: حدثنى ابن المثنى، حدثنا إسحاق … " مخالفًا ما فى المطبوعة والمخطوطة فجعله "ابن المثنى" يعنى "محمد بن المثنى" والطبرى يروى عنهما جميعًا، عن "المثنى بن إبراهيم" وعن "محمد بن المثنى" ولكنى أرجح أن الصواب ما فى المطبوعة، لكثرة رواية المثنى عن إسحاق بن الحجاج الطاحونى .. ": وإسناده ضعيف وعلته، سيف هذا .. وهو ابن عمر التميمى - قال ابن حجر فى "التقريب": "ضعيف الحديث عمدة فى التاريخ، أفحش ابن حبان القول فيه".
(٧٧٠) - " المسند" (٤/ ٥٩)، والحديث فى "المصنف" لعبد الرزاق (٢/ ٤٢٣٧) ومن طريقه أيضًا الدارقطني فى "السنن" (٢/ ٥٩، ٦٠)، رواه الطبرانى فى "المعجم الكبير" (٥/ ٥١٣٢) ورواه أحمد (٤/ ٦٠) من طريق مؤمل، وابن أبى حاتم (٤/ ٥٨٩٩، ٥٩٠١) من طريق أبى إسحاق الفزارى محمد ابن شعيب والطحاوى فى "شرح معانى الآثار" (١/ ٣١٨) من طريق قبيصة، وابن أبى شيبة فى=