للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يأكلونها، فقالوا [١]: هلم يا صدي فكل. قال: قلت: ويحكم، إِنما أتيتكم من عند [من يحرم] [٢] هذا عليكم وأنزل الله عليه [فأقبلوا عليه] [٣]، قالوا: وما ذاك؟ قال: فتلوت عليهم هذه الآية: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ﴾ الآتي.

و [٤] رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث ابن أبي الشوارب بإسناده مثله، وزاد بعده [٥] هذا السياق: قال: فجعلت أدعوهم إِلى الإِسلام ويأبون علي، فقلت لهم [٦]: ويحكم، اسقوني شربة من ماء، فإني شديد العطش، قال: وعليّ عباءتى، فقالوا: لا، ولكن ندعك حتى تموت عطشًا. قال: فاغتممت، وضربت برأسي في العباء، ونمت على الرمضاء في حرّ شديد، قال: فأتاني آت في منامي بقدح من زجاج لم ير الناس أحسن منه، وفيه شراب لم ير الناس [] [٧] ألذ منه، فأمكنني منها فشربتها، فلما [٨] فرغت من شرابي استيقظت، فلا والله ما عطشت ولا عريت بعد تلك الشربة (٤٣).

ورواه الحاكم في مستدركه عن علي بن حُمْشاذ [٩]، عن [عبد الله بن] [١٠] أحمد بن


= وقد تابعه صدقة بن غالب، رواه الطبراني (٨/ ٣٣٥)، والحاكم (٣/ ٦٤١ - ٦٤٢) من طريقه عن أبي غالب به. والحديث سكت عليه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: في صدقة بن هرمز ضعفه ابن معين. اهـ.
وترجمة صدقة في الجرح والتعديل (٤/ ٤٣١) (١٨٩٢) وذكر فيه تضعيف ابن معين له.
ورواه الطبراني (٨/ ٣٤٣) (٨٠٩٩) من طريق الحسين بن واقد عن أبي غالب به، والحسين بن واقد من رجال التهذيب قال فيه الحافظ في التقريب: ثقة له أوهام. لكن مدار هذه الطرق جميعًا على أبي غالب ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٣/ ٣١٥ - ٣١٦) وسماه حزَوَّر، ونقل فيه قول ابن معين: أبو غالب صالح الحديث وسمعت أبي يقول: أبو غالب الحزور ليس بالقوي.
وقد نقل ابن حجر الاختلاف في حاله في تهذيب التهذيب (٤/ ٥٧٠) ولخص حاله في التقريب فقال: صدوق يخطئ.
قلت: ولم يتابع أبا غالب عليه أحد فصار الحديث ضعيفًا. والله أعلم. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٤٥٣)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم.
(٤٣) - تقدم في الذي قبله.