للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله السموات والأرض، فلما كانت بنو إِسرائيل حرم الله عليهم طيبات أحلت لهم بذنوبهم، فلما بعث الله عيسى ابن مريم ، نزل بالأمر الأوّل الذي جاء به آدم، وأحل لهم ما سوى ذلك، فكذبوه وعصوه. وهذا أثر غريب.

وقال ابن أبي حاتم أيضًا (٥٠): حدثنا أبى، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا ربعي بن عبد الله، قال: سمعت الجارود بن أبي سبرة، قال: هو جدي، قال: كان رجل من بني رياح يقال له: ابن وثيل، وكان شاعرًا نافَرَ غالبًا أبا الفرزدق بماءٍ بظهر الكوفة، على أن يعقر هذا مائة من إِبله، [وهذا مائة من إِبله] [١]، إِذا وردت الماء، فلما وردت الماء قاما إليها بالسيوف، فجعلا يكسفان عراقيبها، قال: فخرج الناس على الحمرات والبغال يريدون اللحم، قال: وعليٌّ بالكوفة، قال: فخرج على [٢] على بغلة رسول الله البيضاء، وهو ينادي: يا أيها الناس لا تأكلوا من لحومها، فإِنها [٣] أهل بها لغير الله.

هذا أثر غريب. ويشهد له بالصحة ما رواه أبو داود (٥١). حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا [٤] حماد بن مسعدة، عن عوف، عن أبي ريحانة، عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله عن معاقرة الأعراب.

ثم قال أبو داود محمد بن جعفر - هو غندر - أوقفه على ابن عباس. تفرد به أبو داود.

وقال أبو داود أيضًا (٥٢): حدثنا هارون بن زيد بن [] [٥] أبي الزرقاء، حدثنا أبي، حدثنا


(٥٠) - الجارود بن أبي سبرة خرج له أبو داود في سننه، وقال فيه الحافظ في التقريب: صدوق. وربعي بن عبد الله هو ابن عبد الله بن الجارود صدوق أيضًا والراوية عنه هو أحمد بن يونس بن المسيب الضبي قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/ ٨١): سمعنا منه وكان محله عندنا محل الصدق. والأثر لم أقف عليه في غير هذا الموضع وقد استغربه المصنف وإسناده حسن إلى ابن وثيل هذا، والله أعلم.
(٥١) - أخرجه أبو داود في الأضاحي، باب ما جاء في أكل معاقرة الأعراب الحديث (٢٨٢٠)، ومن طريقه البيهقي في سننه (٩/ ٣١٣)، وهارون بن عبد الله هو أبو موسى الحمال، وهو ثقة روى عنه الستة سوى البخاري وقد خالفه غندر محمد بن جعفر فوقفه على ابن عباس، ورواية أبي موسى زيادة ثقة مقبولة إن شاء الله، والحديث قال الألباني فى صحيح أبي داود (٢٤٤٦): حسن صحيح.
(٥٢) - أخرجه أبو داود في الأطعمة، باب: في طعام المتباريين الحديث (٣٧٥٤)، وأخرجه ابن عدي فى الكامل (٢/ ٥٠٩) من طريق بقية بن الوليد حدثني ابن المبارك عن جرير بن حازم به.=