للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقوال كما هو مقرر في كتاب الأحكام، وفيما إِذا وجد ميتة وطعام الغير أو [١] صيدًا وهو محرم، هل يتناول الميتة، أو ذلك الصيد، ويلزمه الجزاء، أو [٢] ذلك الطعام، ويضمن بدله؟ على قولين: هما قولان للشافعى وليس من شرط جواز [٣] تناول الميتة أن يمضي عليه ثلالة أيام لا يجد طعامًا، كما قد يتوهمه كئير من العوام وغيرهم، بل متى اضطر إِلى ذلك جاز له.

وقد قال الإِمام أحمد (١١٠): حدَّثنا الوليد بن مسلم، حدَّثنا الأوزاعى، حدَّثنا حسان بن عطية، عن أبي واقد الليثي، أنهم قالوا: يا رسول الله، إنا بأرض تصيبنا [٤] بها المخمصة، فمتى تحل لنا بها الميتة؟ فقال: "إِذا لم تصطبحوا [٥] ولم تغتبقوا [٦]، ولم تجتفئوا [٧] بها [٨]


(١١٠) - أخرجه فى المسند (٨/ ٢١٥) وابن جرير فى تفسيره (٩/ ٥٣٨) (١١١٢٥) والبيهقى فى السنن (٩/ ٣٥٦) من طريق محمد بن القاسم الأسدى عن الأوزاعى به، ومحمد بن القاسم هذا هو الأسدى المعروف بـ "كاو" قال ابن حجر فى "التقريب": "كذبوه". لكن تابعه عليه الوليد بن مسلم كما تقدم، ورواه أيضًا الدارمى (٢٠٠٢)، والحاكم (٤/ ١٢٥) من طريق أبي عاصم ثنا الأوزاعى … فذكره، وصححه الحاكم على شرط الشيخين فتعقبه الذهبى بقوله: "فيه انقطاع" وتابعه محمد بن كثير فرواه عن الأوزاعى مثله؛ أخرجه البيهقى (٩/ ٣٥٦) قال المزى فى "تهذيب الكمال" (٦/ ٣٥) ترجمة حسان بن عطية: "روى عن أبي واقد الليثى ولم يسمع منه، بينهما مسلم بن يزيد" اهـ. وقال الهيثمى فى "مجمع الزوائد" (٤/ ١٦٨): رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح إلَّا أن المزى قال: لم يسمع حسان بن عطية من أبي واقد، والله أعلم. اهـ. قلت: قد رواه الطبرانى فى "الكبير" (٣/ ٢٨٤) (٣٣١٥)، والبيهقى فى "السنن الكبرى" (٩/ ٣٥٦) من طريق إسحاق بن راهويه عن الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعى عن حسان بن عطية عن مرثد أو أبي مرثد عن أبي واقد الليثى به، عند البيهقى "عن ابن مرثد أو أبي مرثد". ورواه الطبرانى فى "الكبير" (٣/ ٢٨٤) (٣٣١٦) من طريق عبد الله بن كثير القرشى ثنا الأوزاعى حدَّثنا حسان بن عطية حدثنى مسلم عن أبي واقد الليثى … فذكره. قال الطبرانى: هكذا رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعى عن حسان عن مرثد أو أبي مرثد وهو وهم، والصواب ما رواه عبد الله بن كثير القارئ عن الأوزاعى. اهـ. قلت: ومرثد أو أَبو مرثد هذا لم أجد له ترجمة، وكذلك مسلم بن يزيد، والحديث ذكره الهيثمى فى "مجمع الزوائد" (٥/ ٥٣) وقال: "رواه الطبرانى ورجاله ثقات". وله طريق أخرى مرسلة عند ابن جرير سيذكرها ابن كثير .